وفاء للمناضل الدكتور/ زهدي محمود سعيد عامر رحمه الله نكتب اليوم.. كتب/ محمد سالم الأغا

وفاً للمناضل الدكتور/ زهدي محمود سعيد عامر رحمه الله نكتب اليوم، لأنه كان فارساً من فرسان الفتح الذين كانوا يتمتعون بأخلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني فــــــــــتـــــــــح الحميدة التي تربينا عليها، ولأنه كان محبوباً من كل الذين عرفوه أو عملوا معه بدءاً من القائد العام لثورتنا الفلسطينية المعاصرة ياسر عرفات أبو عمار رحمه ونائبه أمير الشهداء خليل الوزير أبو جهاد وكل القادة و الأركان و الكوادر لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحتي لعامة الشعب الفلسطيني الذين عرفوه و الذي كان يستقبلهم كأخ و كإبن و كأب لهم .

الأخ المناضل الدكتور/ زهدي محمود سعيد عامر رحمه الله رحل عنا في 28 فبراير شباط 2001، وهو عنفوان شبابه وقمة عطائه، ولكن إرادة الله شاءت أن ترفعه إليها وره راضِ عنه بعدما ترك لنا إرثاً خالداً من أخلاق المناضلين الأوائل وبصمات واضحة المعالم في كل الأماكن والمحطات وكل المهام التي أوكلت إليه بدءاً من تفرغه في ثورتنا الفلسطينية وحركتها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فــــــتـــــح وحتى استدعاءه للعمل في القطاع الغربي رئيساً للدائرة الاقتصادية لمؤسسة أبناء الشهداء وحتى معاونته للأخ نائب القائد العام خليل الوزير أبو جهاد في إدارة اللجنة الفلسطينية الأردنية المشتركة بعمان إلي عاد ألي ارض وطنه الفلسطيني المحرر في 4 مايو 1994 .

ويحدثنا تاريخنا الوطني الفلسطيني أن الدكتور زهدي محمود سعيد عامر قد ولد في قرية “كفر قليل” محافظة نابلس في 21 أغسطس آب 1943، ودرس المرحلتين الابتدائية و الإعدادية في مدارسها، ثم انتقلت أسرته إلي قطاع غزة ليلتحقوا بوالده الذي كان يعمل في محطة سكة حديد رفح حيث كان يعمل والده، وأنهي دراسته الثانوية العامة بمدرسة فلسطين الثانوية بمدينة غزة لأن مدينة رفح لم يكن بها مدرسة ثانوية، وحصل علي شهادة الثانوية العامة من مدرسة فلسطين بتقدير أهله للالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة 1964، وتابع دراسته في نفس الجامعة بكلية الهندسة لينجح ويحصل منها علي بكالوريوس الهندسة الميكانيكية تخصص إنتاج ثم تابع دراسته ليحصل علي الماجستير في الاقتصاد عام 1975، ثم تابع دراسته لينال درجة الدكتوراه في الاقتصاد من نفس الجامعة ومن نفس كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بها وكان موضوعها ” اقتصاديات وتخطيط الإنتاج باستخدام النماذج الرياضية عام 1977م”.

ويحدثنا تاريخنا الوطني الفلسطيني أن الدكتور زهدي محمود سعيد عامر قد توجه ألي جمهورية اليمن الديمقراطية بعد أن نالت استقلالها وتحررت من ربقة الاستعمار البريطاني، باحثاً عن عمل ليعينه علي تلبية متطلبات الحياة له و لأسرته في قطاع غزة، فعينته الحكومة اليمنية الديمقراطية رئيساً لقسم التخطيط و الإنتاج في وزارة الصناعة بمدينة عدن ثم تمت ترقيته ليعمل رئيساً لقسم التخطيط و الدراسات الاقتصادية في مركز التنمية الصناعية التابع للأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو” وتنقل بين مواقع ووظائف مختلفة إلى أن أصبح مستشاراً لوزير الصناعة، حيث مثل الوزارة في اللجنة الاقتصادية لغرب آسيا والمنظمة العربية للعلوم الإدارية، أثناء عمله بوزارة الصناعة باليمن الجنوبي.

ويحدثنا تاريخنا الوطني الفلسطيني أنه بعد خروج ثورتنا الفلسطينية من لبنان الشقيق ونظراً لجديته وانضباطه الحركي وصحة ودقة عمله اختاره نائب قائد الثورة الفلسطينية الأخ أبو جهاد خليل الوزير ليكون مساعده في إدارة اللجنة الفلسطينية الأردنية المشتركة وممثلاً شخصياً له ومندوباً عن منظمة التحرير الفلسطينية ، كما وعينه الزعيم الخالد ياسر عرفات في تلك الأيام مستشاراً شخصياً له ومديراً عاماً لدائرة شئون الوطن المحتل في منظمة التحرير الوطنية الفلسطينية .

ويشهد تاريخنا الوطني الفلسطيني للدكتور زهدي محمود سعيد عامر أدار تلك المهام التي أوكلت إلية بكل نشاط وجد وكان لا يتواني في تقديم مساعدته لكل محتاج من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين طلبوا المساعدة في تلك الأيام بل كان من المؤججين لانتفاضة شعبنا الفلسطينية العتيدة في ديسمبر 1987، وكان احد ثاني اثنين من الذين ساعدوا علي اشتعالها بالزخم الذي عرفتموه ولا نخفي سراً أليوم أنه كان علي اتصال مباشر هو و أمير الشهداء أبو جهاد خليل الوزير بالقيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة في قطاع غزة وضفتنا الفلسطينية، وكان لهما السبق في توجيهها عن بعد ما أربك عدونا الصهيوني و أجبره علي الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً و وقع معها علي اتفاقيات أوسلو التي أرست سفينة ثورتنا الفلسطينية وقواتها المسلحة علي شواطئ وطننا الفلسطيني و أجبرته علي الانسحاب من قطاع غزة وبناء أول سلطنة وطنية فلسطينية علي أرضنا الفلسطينية المحررة في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة .

رحم الله الدكتور زهدي محمود سعيد عامر ورحم الله أمير الشهداء أبو جهاد خليل الوزير والقائد الرمز ياسر عرفات أبو عمار والمجد والخلود لكل شهدائنا الأكرم من كل الأحياء والحرية لكل الشهداء الأحياء أسرانا الذين حبست حريتهم لتحيا فلسطين والشفاء العاجل لكل شهدائنا الأحياء جرحانا البواسل.

الحرية والاستقلال لفلسطين  إنها لثورةُ حتى النصر والتحرير والعودة لكامل ترابنا الوطني الفلسطيني قريباً قريباً بإذن الله … والوفاء كل الوفاء لمن سبقونا إلي العلياء والشهادة في سبيل الله ثم لفلسطين.

  • كاتب وصحفي فلسطيني

عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين

عضو إتحاد الصحفيين العرب

عضو الإتحاد الدولي للصحفيين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com