حول انتخابات البلديات والمجالس المحلية … م. علي أبو شهلا

في مايو الماضي (17/5/2016) كنت قد كتبت ورقة حول الانتخابات الناجحة في لبنان ونشرت على موقع سما نيوز , وتمنيت فيها ان يتفق الفريقان الكبيران في غزة والضفة الغربية (فتح وحماس) على ما جاء في قرار وزارة الحكم المحلي لإقامة الانتخابات المحلية في أكتوبر القادم.

بعد موافقة حركة حماس على المشاركة في تلك الانتخابات وبعد أن قامت لجنة الانتخابات المركزية بمراجعة الكشوفات الانتخابية وإضافة مواطنين جدد بلغوا السن القانوني وجدنا العديد من الفصائل الفلسطينية وقد بدأت في التوحد والتآلف للاتفاق على قوائم موحدة …كما أن حركة حماس أعلنت بأنها ستختار أعضاء المجالس المحلية في كل من غزة والضفة الغربية من بين المستقلين المعروفين بكفاءاتهم ووطنيتهم وحرص كل منهم على خدمة أبناء مدينته بالشكل السليم.

لا شك أن المرحلة السابقة والتي كانت تشمل بلديات من لون واحد في قطاع غزة لم تكن مقبولة من المؤسسات الدولية والمانحين الآخرين لأنه تم تعينهم في مناصبهم… وهذا أثر على الخدمات المقدمة للمواطنين …نظرا للضائقة المالية التي عانت منها تلك البلديات.

إن الانتخابات المحلية تعتبر مدخلا هاما للعودة إلى المسيرة الديمقراطية والتي ستؤدي قطعا إلى انتخابات برلمانية ورئاسية وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني وبالتالي لانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية – نأمل ذلك .

وبالعودة إلى انتخابات البلديات والمجالس المحلية , لاحظنا أن هناك إقبالاً كبيراً من المواطنين على مراجعة مراكز التسجيل التابعة للجنة الانتخابات المركزية ..كما لاحظنا اهتمام كافة الفصائل والأحزاب الفلسطينية للمشاركة في قوائم مشتركة للمجالس المحلية في كافة مدن وقرى غزة والضفة الغربية .

من المهم ان تضع تلك الفصائل وغيرها من المرشحين المستقلين في اعتبارهم الأول خدمة المواطن وحسن التعامل معه …وان تكون المجالس التي سيتم انتخابها قريبة من المواطن تستمع إلى ملاحظاته وأفكاره وشكواه .

كما انه من المهم أن يضع أعضاء تلك المجالس التي سيتم انتخابها في اعتبارهم بذل جهد كبير لخدمة المواطن الذي سيراقب ما سيقومون به من خدمات هو في أمس الحاجة إليها منذ مدة وفي كل المجالات.

في غزة – على سبيل المثال ــ يشكل رؤساء البلديات والمجالس المحلية الكبرى مجلس إدارة شركة توزيع الكهرباء …فهل وضع المرشحون خططا لتحسين وضع الكهرباء في هذا القطاع.

كما ان رؤساء المجالس المحلية الكبرى يشكلون مجلس إدارة مصلحة مياه بلديات الساحل المسئولة عن تامين المياه الصالحة للشرب للمواطنين وهي أيضا مسئولة عن مشاريع تنقية مياه الصرف الصحي ومنعها من الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط لتلويثه , والذي يعتبر المتنفس الوحيد لأهالي القطاع .

فهل نحن فعلا على الطريق الصحيح !! كلنا أمل بأن من سيرشحون أنفسهم للمجالس المحلية والبلديات سيكونون ممن آثروا على أنفسهم خدمة هذا الشعب في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها … وان لا يكونوا طلاب كراسي ومناصب نحن في غنى عنها!!!

م. علي أبوشهلا

30 يوليو 2016

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com