فيروس لتحسيس النفوس4من5.. مصطفى مُنِيغْ
المتربِّصُ خلفَ المجهولِ حُدوثه القريبُ من أحاسيس المهتمين بمثل المواضيع المتعلقة بالحياة وما يحوم حولها من قيود أدناها مخاطر الأوبئة المتباينة الأضرار ببني البشر ، السابحة في فضاء ما، محمولة مع الأسباب لجهة أو جهات مُقدَّرَة ، أومُستقرَّة في ثلوت مُلْقَى على يابسة مُتخِذاًً شكلاًً من الأشكال السائلة أو الصلبة في أحجام مجهرية تارة أو تُرَى بالعين المجردة أخرى، يبقى الأصعب المتطلب مواجهته الأهتمام الكبير والجدِّي بتوفير التجهيزات الأساسية المكوَّنَه من آليات أقامها الذكاء الإنساني بالعلم المختصِّ أولا، والمال الكافي المُغَطِّي للبحث والإنتاج ثانيا، على أن تُوضع الحصيلة بين يدي مُدَرَّبٌ أصحابها وفق برامج تثقيفية نظرية وعملية للتكيف مع الظروف الواقعة آجلا أو عاجلا والتحرك وفق تعليمات مُسبقة يتم تحيينها وفق المعطيات المسجلة على أرض الواقع المتطورة بعدها كمستجدات تتضمن الوفرة الملزم معالجتها في نفس الوقت وما قد يترتب عن مثل العملية من مضاعفات الانتشار المفروض حصره بازدواجية السرعة والنجاعة.
… من مهام الدول المتطلعة للقيام بواجباتها أتجاه شعوبها معرفة المتربِّص ذاك ، بل تحديد موقعه من المجهول بما وفرت لوجودها من عناصر تتلخص خدماتها في إدراك البلايا قبل وقوعها بفترة لمنح باقي متحملي مسؤولية الدفاع الشامل إشارة التدخل القوي والفوري ساعة مُتّفق على وصولها قبل اقتحام البلاء مقام الأمنين على امتداد الأوطان طولا وعرضا ، في تناغم أكيد يطال إمكانيات التنقل الشديدة الحصانة و طاقات العقول المُدبرة المتحكمة في جرعات المقاومة المباشرة وعدم التوقف حتى الاطمئنان الكلي والنهائي ، أن الدول تلك بشعوبها في مآمن مما اختبأ خلف المجهول بنية الفتك بها كيانات وما سكن داخلها من كائنات، بغير سابق اختيار ، بين التريُّت أخذا بقرار، أو بنفس الاندفاع الاستمرار في اعنف انتشار، في هذا الإطار أوربا تجاوزها حلم الأمس ، ولحقها الأسى توزعه على من استوطنها من أناس، صباحها أسوأ حسرة وليلها أفتك بأس ، ولا مجال أمامها سوى البحث عن أساس ، تقيم فوقه بعد المرحلة (المصيبة) المظهر كلباس ، والحوهر كجديد إحساس، يعوِّضُ ما اتلفه الوباء الخبيث فيها من ثقة في النفس ، ويمحي بعد عقدين أو أكثر صدمتها الحاشدة لكيانها التنظيمي بالوسواس ، إن لم تنقلب الاتجاهات صوب الجنوب متى تهاون ما في الأخير من حراس، فلا حداثة ولا بذخ حضارة هشة ولا تشبيع الذات بأرذل الملذات ولا تصنيع أسلحة تغري بشن حروب لحصد الأرباح المادية المتبخرة بدورها سُوَيْعَة مثل الأزمات ولا ودائع من ذهب أو أطنان من ورق العملات الصعبة الممنوعة اللمس ، قلَّلَت من أنين آهات المقذوفين فوق أسرة (أو ما شابهها) الراغبين في جرعة دواء تخفِّف عنهم وطأة عذاب أوَّله ضيق (و آخره انقطاع) أنفاس، وخاصة في اسبانيا المصابة بأكبر نكسة وبائية في عصرها الحديث وذاك عائد لهشاشة تجهيزاتها الصحية غير القادرة على احتواء مخلفات أي مرض في حجم مَن فضح انعدام بنياتها الصحية بالمطلق و ربط مثل الخصاص بالطاقم السياسي المسؤول الوحيد على تدبير الشأن العام للدولة في جميع المجالات وعلى مختلف المستويات مما عرَّض حياة العديد من المواطنين الإسبان الى مخاطر أقصاها عدم تلقى العناية الضرورية الكاملة وهم يتوافدون بالعشرات على المستشفيات العمومية التي أظهرت في الأيام الأخيرة فشلها في استيعاب الحشد المصاب لانعدام التجهيزات الكافية المخصَّصة لمحاربة الداء المتربص بلا رحمة ، بل آفاق الشعب الاسباني على حقيقة تؤكد أن دولتهم أضعف في الميداء الاستشفائي من أي دولة ضعيفة عبر العالم ، فلم يكن أمامها غير تسول المعونة المستعجلة من الاتحاد الأوربي ، المهتمة كل دوله بهمها غير المسبوق في هذا الشأن ممَّا يجعل الاكتفاء الذاتي ضرورة محلية تسبق كل تنمية موجهة لقطاع عمومي آخر ، وبذلك أبانت اسبانيا أنها في حاجة للبدء من الصفر صِحِّياً خدمة لشعبها المصدوم الذي نتمنى أن يخرج من محنته هته بأقل ضرر ممكن .
… تمر الساعات في رتابة تميِّزها اللَّهفة على تلقى الأنباء المؤسفة الملامح، الحزينة المضامين، المازجين متتبِّعيها الأمل بتفاؤل الرجاء ، والحيرة بأعمق الدعاء، وبين نهار، وما بعده ليل كئيب تهيم مع طوله الأفكار ، محللة مستجدات وقائع قصاصات الأخبار ، المكدّسة بأرقام ضحايا الوباء الغريب الأطوار، يُغَيَّب الكَرَى عن جفون حيارى أبعدت الإجراءات المحاصرة أحباباً ألفت رؤيتهم بدل القلق المبلل جفنيها بعبرات الخوف عن مستقبلهم حيثما أقامتهم الأقدار، وظروف العيش خارج أرض الوطن في أوربا المرتعشة هلعاً بما أصابها يفوق محنة الصين بمراحل، وحيث الولايات المتحدة الأمريكية غارقة في فاجعة العدوى تسوقها لمجهول يجرِّدها من زعامة العالم إلى ذيل مصير أخطر من حطورته ما عرفت الأرض مثله ، يذيقها من مرارة ما أذاقته (عبر تاريخها السياسي – العسكري) للغير، أو أكثر ، قد يعيدها لعصر رعاة البقر وما ذلك ببعيد لو غاب الدواء الناجع ، عن الداء الفاجع ، القاصد مسار فناء لا نتمناه أصلا كواقع ، لكن هو امتحان لا ينفع معه استعراض العضلات التكنولوجية أو النووية ، وإنما قدرة المناعة البيولوجية لمناطق دون غيرها لأسباب يدركها الغيب ولا شيء سواه، وسطها مناعات البشر المقيم بين تصديها لمثل المخاطر المنبعثة ليس من فراغ بكل تأكيد .
… المغرب سخَّر كل طاقاته لإيقاف الفيروس القاتل عند حدّه ، باذلاً ولا زال مجهودا خرافيا للإبقاء على حدوده ، جدراناً مانعة لكل تسربات ناقلة العدوى لداخل وجوده ، في تضامن مؤكد قادته الحكومة بتعليمات مباشرة من الملك محمد السادس الذي أظهر اهتماما كبيرا بشعبه من سلسلة الإجراءات المتخذة ومنها إغلاق المدارس والجامعات والمساجد وكل التجمعات أكانت سياسية أو ثقافية أو رياضية، مع توقيف جميع الرحلات الجوية مهما كان الاتجاه شرقا أو غربا إضافة لمنع حافلات النقل العمومي بين المدن من ممارسة عملها تحسبا لتمكين الفيروس من سهولة الانتشار بحرية أكبر ، وحتى قطارات السكك الحديدية باستثناءات بسيطة، و بالتالي فرض حالة للطوارئ الصحية المنظمة بقانون محكم يتم تدبيره من طرف السلطات المعنية من الدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة ورجال السلطة من وزير الداخلية إلى “المقدم” مرورا بالولاة الجهويين والإقليميين والباشوات ورؤساء الدوائر والقواد، وكل ما سبق معزز بالجيش الملكي ، في تلاحم أبان أن المغرب متوفر على مقومات الدولة القادرة على حماية شعبها الحماية الكاملة في الوقت المناسب وبالإمكانات المتوفرة قياما بواجبها الممتد لخدمة الإنسانية كلما اشتد في الأفق الدولي زحف الضرر المؤذي للبشر. علما أن الشعب المغربي في مثل المواقف يعي تماما دور التضامن الفعلي لاحتواء مثل الكوارث بروح وطنية عالية وصبر جميل وحكمة قائمة على محاسن التطوع لغاية مرور مثل العاصفة التي اجتاحت العالم لا فرق بين ضعيف أو غني ولا كبير أو صغير ولا جنس أو دين (يتبع)
مصطفى منيغ
برشلونة
mounirhcanada@gmail.com