عبد الناصر فروانة يكتب عن العمال والكادحين في يومهم العالمي
لقد أثبتت تجارب الشعوب أن لا انتصار لثورة و لا حرية وازدهار لوطن، دون نضال الشعوب ومشاركة العمال والكادحين. والطبقة العاملة الفلسطينية شاركت بفاعلية وكانت وقود الثورة والانتفاضات الشعبية المختلفة وعماد المجتمع وبناة الدولة الفلسطينية، وقدمت تضحيات جسام في كافة الظروف والأزمنة، وقدمت مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين. ليس هذا فحسب، وإنما رفدت الثورة الفلسطينية والانتفاضات كافة برموز بارزين وقادة مميزين، وجنود رائعين، شكَّلوا البنيان الأساسي للحركة الوطنية الأسيرة.
إن غالبية الاعتقالات الإسرائيلية منذ العام1967 كانت من العمال والكادحين، وان تلك الاعتقالات لم تطال من انخرطوا في مقاومة الاحتلال فقط، وانما امتدت وشملت الآلاف منهم وهم في طريقهم لكسب رزقهم ورزق عائلاتهم وقوت أطفالهم بحجة عدم حصولهم على تصريح بالدخول للمناطق الإسرائيلية والعمل فيها.
وفي أحياناً كثيرة اعتقلت سلطات الاحتلال العمال الفلسطينيين بهدف الضغط عليهم وابتزازهم، أو مساومتهم، مقابل منحهم تصاريح الحركة والسماح لهم بالعمل للحصول على لقمة العيش.
ووفقا لمعطيات هيئة شؤون الأسرى فإن غالبية الأسرى القابعين في سجون الاحتلال هم من العمال والكادحين.
وهناك الكثير من الفلسطينيين ممن تعرضوا للاعتقال وامضوا فترات في السجن، انتقلوا بعد خروجهم من السجن، من مقاعد الدراسة إلى سوق العمل والكدح.
وفي يوم العمال العالمي الذي يصادف الأول من آيار/مايو من كل عام، أتوجه بالتحية الحارة إلى العمال والكادحين الفلسطينيين كافة، والى من انخرطوا منهم في النضال ومروا بتجربة الاعتقال خاصة، و آمل من كافة الجهات الفلسطينية، الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، رعاية هؤلاء وتوفير فرص عمل مناسبة لهم، والعمل على توفير الدعم والإسناد، بما يوفر لهم ولأسرهم الحد الأدنى من لقمة العيش والرعاية الصحية، ويضمن لهم حياة كريمة بحدودها الدنيا تليق بتضحياتهم ومعاناتهم.