صرت أخاف عليهم.. عبد الناصر عوني فروانة
قلت لأحد المحامين، وأقول لجميع المحامين الذين سيلتقون بالأسرى الستة ابطال “معجزة” جلبوع: في كل زيارة يسمح لكم بلقائهم، أبلغوهم بانهم اصبحوا ايقونات نضالية ورموزا للحرية وان أسمائهم حفرت في سجلات التاريخ، وان شعبهم يفتخر بهم ويتابع اخبارهم وان عزلهم لن يؤدي سوى الى مزيد من الارتباط بقضيتهم والاعتزاز ببطولاتهم والتمسك بانتصارهم.
وكانت إدارة السجون قد قامت بتفريقهم وتوزيعهم على خمسة سجون، ومنعتهم من الاحتكاك او التواصل مع الاسرى الآخرين. وعزلتهم عن العالم الخارجي، ووضعت كل واحد منهم في زنزانة انفرادية، ضيقة ومعتمة، وظروف قاسية تفتقر لمقومات الحياة الأساسية، ووضعت كاميرات مراقبة دائمة في انحاء الزنزانة وحتى في الحمام في انتهاك صارخ للخصوصية.
ان سلطات الاحتلال تسعى الى مواصلة التضييق عليهم و الانتقام منهم والاستمرار في الحاق الأذى والضرر بهم وبصحتهم ونفسياتهم، وقد يتعرضوا لما لا نعلم به ولا نسمع عنه من قبل. فدولة الاحتلال لن تنسى ما فعله هؤلاء، وما ألحقوا بها من هزيمة، ولا يمكن لها ان تنسى، لذا فمن المتوقع انها ستستمر في عزلهم و إجراءاتها السافرة بحقهم، ومن واجبنا اليوم الوقوف بجانبهم ومساندتهم والالتفاف حولهم وحول قضيتهم.
وبصراحة: صرت أخاف عليهم. انني لا أخاف عليهم من الانكسار، فمن صنع بأظافره “معجزة” جلبوع وحقق الانتصار، لا يمكن ان ينكسر. وانما أخاف عليهم من الأذى و الضرر الذي قد يلحق بهم جراء الانتقام الإسرائيلي وما يتعرضون له من إجراءات قمعية متصاعدة.