رهاب الحب والالتزام.. بقلم علي درويش

في معظم ثقافات العالم، يعتبر الحب أمرا جذابا بين الجنسين، ويرتقي في كثير من الأحيان ليصبح أحد متطلبات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها، لكن هناك أناسا يصابون بمرض يسمى “رهاب الحب”، مما يجعل “مشاعر الغرام” عدوا لدودا لهم.
في ظروف طبيعية، تتطور العلاقة بين اثنين لتُكلَّل بالزواج، أو يتدرّج المرء في وظيفته حتى يُدرك منصبا مرموقا، أو ربما يُنجز تقدُّما معنويا كان أم ماديا في مشروع ما. لكن تلك الظروف الطبيعية للغاية- قد تبدو مثالية لدى البعض، مثالية للدرجة التي يصعب تحقُّقها أو تخيُّل وجودها؛ لأن في كل خطوة على الطريق عقبة محتملة لإنهاء المسير.
رهاب الالتزام، أو مخاوف المسؤولية طويلة الأمد، تلك هي الصيغة الأمثل للتعبير عن هذه العقبة، والتي تُعرَّف على أنها “المخاوف غير الواقعية التي تنتاب شخصا ما عند ها الوفاء بعهودها تجاه الآخرين فقد تجد فتاة رجال مناسب للزواج، اوقد تتقدّم غيرها إلى فرصة عمل مثالية، وما أن تُشير خطوات الأمر إلى النجاح واقتراب المُراد حتى تأخذ الفتاه على عاتقها مهمة إفشال كل شيء. في الحقيقة، هي لم تفعل ذلك بسعادة الأحرار، قد تكون على حق في رغبتها حول العلاقة، لكنه ترتعد من فكرة الالتزام. وهو ما أكّده أحد هؤلاء الأشخاص قائلا إنها تشعر وكأنها ستقع في شرَك مُعدٍّ لها، كما تنتابها مشاعر الخوف من فقد السيطرة، ليحوِّله رهاب الالتزام من الفعل إلى عكسه في غمضة عين
الثورة النسوية في سنوات الستينات قلبت الوعاء رأساً على عقب. فقد أصبحت المرأة مهيمنة ووصلت الى مناصب رئيسية في عالم يسيطر عليه الرجال. تغيير المعايير الاجتماعية أنتجت ثورة، وليس فقط في مجال التوظيف والتعليم الأكاديمي انما ايضاً في موقف النساء من الزواج والحياة العاطفية كما ان العلاقات الماضية التي انتهت بكسر القلب قد تقوض الثقة في الجنس الاخر وتؤدي الى الخوف من الارتباط عاطفيا بشريك جديد
أختي الكريمة! أنا لا أود أن أضعك في مرحلة الإنسان المريض أو غير مريض، ولا أريد أن أضع الموازين فيما يخص الزواج بهذه الطريقة؛ لأن الزواج هو أمر شخصي، ولكن أرجع وأقول: إنه هو الأمر الطبيعي؛ فإن الزواج فيه السكينة والمودة والرحمة، وهو آية من آيات الله، قال تعالى: (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))[الروم:21].
البعض ربما يكون لديه الخوف من تحمل المسئولية الزوجية، فهنالك حالات نادرة تعتبر الأمومة مرفوضة بالنسبة لبعض النساء، وهنالك من النساء من لديهنَّ التخوف من المعاشرة الزوجية أو حتى عدم وجود الرغبة الجنسية، فهذه الأمور إن كانت موجوده لكن الزواج كله سعادة واستقرار وهو الحياة بمعناها وهو السعادة وهو إنجاب الذرية، فليس من الضروري أن نصف الزواج بأنه مشاكل، والصعوبات توجد في كل نمط وفي كل محيط من أنماط الحياة، والسكينة – يا أختي الكريمة – في الزواج والرحمة في الزواج، فالزواج وإن كان لا يخلو من مشاكل ولكنَّ إيجابياته هي الأكبر وهي الأفضل. . التخوفات الجنسية – أختي الكريمة – أيضاً ليست مؤسسة؛ لأن معظمها قائمة على معلومات سمعية من أشخاص لا يقدرون مشاعر الآخرين أو تكون هنالك نوع من المبالغات
كمايجب أن تسألي نفسك: من أين أتيت أنا؟ كلنا أتينا نتيجة من الزواج، وهذا بالطبع أمر ضروري، ونحن مسلمون مكلفون بعمارة الأرض أسأل الله لك العافية وأن تجدي الزوج الصالح الذي لا يعرضك لأي مشاكل ويحببك في الزواج.