سلوك أبنائكم بعض من صنائعكم.. د. محمود عيد الصليبي

أطفالكم أرواح خلقها الله على الفطرة، صفحة بيضاء، وضعها الله أمانة بين ايديكم، فالتربية في الصغر كالنقش في الحجر، مهما تعرض للعواصف والمطر يبقى النقش له أثر.
أمهات وآباء من تجاربكم و تجارب ما حولكم تدركوا أن التربية السليمة والمتابعة لسلوك الأطفال تؤدي لتملك الطفل منظومة قيم وسلوك مرغوبة وسليمة، تتقبله أنت ويتقبله المجتمع، وإن أهملتم أو تغاضيتم عن بعض السلوكات في بداياتها وإعتبرتموها غير ذات أهمية، ستزداد مع الزمن وتصبح قيمة من قيم الطفل، مترجمة إلى سلوك يصعب بعدها التصحيح والتعديل، وستشعروا بالندم وقد تجدوا ما لا يسركم ولا يسر المجتمع من سلوك ،وأثره سيكون أيضا سلبي على حياة الطفل ومستقبله.
** مالعمل؟؟.
_ على الأم والأب أن يدركوا بأن الحنان الزائد يؤدي بهم لأن يمنحوا الطفل أكثر مما يحتاج، ويتغاضوا عن هفوات، وإذا أستمرت تصح سلوك لدى الطفل غير مرغوب.
_ على الأم أن تدرك أن السلوك الطفل الحسن يعزز والسلوك الخطأ لابد من العقاب.
_ على الأم أن تجتمع مع الأب على هدف واحد، وهو التربية السليمة للطفل، لذلك لابد أحيانا أن تضع الحنان جانبا ، في حال حصول سلوك سلبي وأن تكون مع الأب بالعقاب المناسب من حرمان لبعض المتطلبات التي يرغبها الطفل حتى يدرك حجم خطأه.
_ على الأم أن تكون على وعي بكل سلوك أو فعل يصدر عن الطفل منذ البداية، لأنها هي الأقرب دائما وتخبر الأب بذلك وتكون عونا له في العلاج، لا أن تكون عقبة أمامه بسبب حنانها الزائد.
_ على الأب أيضا أن لا يضع الأبناء في ظروف مالية أو يحقق لهم مطالبهم التي تزيد عن حاجتهم وأعمارهم، لأن ذلك يفسح المجال للانحراف ،وستزداد المطالب مع تطور العمر .
_على أن يطرح الأب والأم أي خلاف يحصل بينهما جانبا عند تربية الطفل ، وأن لا يكون ضحية المناكفات بينهم ، مهما كانت الظروف ، لأنه في النهاية الطفل هو من سيضيع .
_ علينا جميعا أن نربي الأبناء على العطاء لا على الاستجداء، وطلب
كل شيء من الاباء.
_ على الأمهات والآباء أن يضعوا خطوط حمراء للسلوكات من فعل أو قول يصدر من الطفل إتجاه الأم أو الأب أو الآخرين، لأن ترك الأمور دون ضوابط قد تنحدر الى أن يفقد الطفل مشاعر الاحترام للوادين أو للآخرين، وحينها نكون قد اخطأنا بتربيته ونجني سوء تربيتنا.
_ يتأثر الطفل بكل مايجري أو يحدث في البيت من أفعال وأقوال يراها أو يسمعها فيتقمصها وتؤثر في سلوكه ،لذلك لابد من أن يكون مناخ البيت يسوده الاحترام المتبادل والمودة ، والتقدير.
**في النهاية أطفالنا لبنة تتشكل حسب ما يحدث في البيت والبيئة المحيطة بما حوت.
أحسنوا في التربية يكون حصنا منيعا لهم أمام الكم الكبير الذي يبث من سلوك وأفكار سلبية ليل نهار في وسائل التواصل الاجتماعي أو الاعلام والفضائيات المختلفة.
أحسنوا الغرس تجنوا الثمار.