لقاء على صوت فلسطين حول كتاب “حوار مع حمار”

غزة- البيادر السياسي:ـ يأتي هذا الكتاب العجائبي القائم على حوار بين الإنسان والحيوان/ الحمار، وهذا الحوار ليس هروباً من الواقع، بل السعي نحو تعرية الواقع وكشف زيفه، بهدف الوصول إلى عالم أفضل لبني الإنسان.
هذا ما قاله الكاتب والباحث ناهض زقوت في لقاء اليوم على إذاعة صوت فلسطين بغزة، مع الإعلامية د. رابعة الدريملي في برنامجها الثقافي حول كتاب “حوار مع حمار” للشاعر الكاتب الراحل عمر خليل عمر، الذي نشر بعد وفاته. وكان اللقاء بحضور د. أمين عمر خليل ابن الراحل الكبير، والذي تحدث عن والده الانسان.
وأشار الكاتب زقوت أن الكتاب ينطلق من فكرة رئيسية أن الإنسان والحيوان من مخلوقات الله، فلماذا ثمة ظلم من الإنسان تجاه أخيه الانسان، وبالتالي لماذا الظلم تجاه الحيوان. لقد صور جبروت الإنسان أن من حقه أن يفعل ما يشاء اعتقاداً منه أنه الأفضل من بين مخلوقات الله، فمن حقه التصرف كما يشاء مع المخلوقات الأخرى. وأضاف، لذا اختار الكاتب هذا الحمار الصابر والخادم للإنسان لكي يطرح من خلاله أفكاره تجاه الموقف من الإنسان، هذا الإنسان الذي يتملكه الغرور والشعور بالأفضلية.
وأكد الكاتب ناهض زقوت أن الرؤية التي يسعى إليها الكاتب مستمداً إياها من فلسفة الحمار التي تقول: “إن لي فلسفتي في الحياة، لا أغيرها ولا أبدلها، لا أتلون ولا أنافق، عندي كل الناس سواء، لا فرق بين غني وفقير، ولا بين حقير أو أمير، ولا أفضح سراً، ولا أنشر خبراً، كل ما أراه أو أسمعه من سيدي الإنسان أكتمه في نفسي، وأحفظه لنفسي، صابر على المكاره، متجاهل للتوافه، أصادق من يصادقني، ولا أعادي من يعاديني، ثابت على مبدأي ومؤمن بديني”.
وأضاف، هذا العالم المثالي البعيد عن الحقد والكراهية، وعن القتل والتدمير والخراب. القائم على المحبة والأمان. هو ما يسعى إليه الكاتب في نشر رسالته، ورغم أنه استمع لموقف الحمار الكاشف للحقيقة التي يحاول الإنسان أن يتجاهلها لأنه مغرور ومعتد بذاته بالأفضلية، إلا أن هذه الأفضلية لم تمنحه الأمان والعيش بسلام، فما عليه إلا أن يهتدي بحكمة الحمار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com