مقترحات عملية للرد على سرقة “إسرائيل” للثوب الفلسطيني.. الكاتب والباحث/ ناهض زقوت

قد تكون المؤتمرات مهمة، ولكنها غير كافية لأن مفعولها ينتهي بمجرد خروج الحاضرين والباحثين. وقد يكون موقف اليونسكو رائعا ومهما على المستوى الدولي، ولكنه غير كافي، لأنه تسجيل على الورق يحفظ في الأرشيف. ونشر صور الثوب الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي مهم على المستوى المحلي، ولكنه لم يصل إلى العالم.
كل ما سبق لا يصمد أمام الموقف الإسرائيلي، إن ما فعلته “إسرائيل” ليس سرقة التراث فقط، بل روجت أمام العالم أن هذا تراثها. وذلك أن كل فتاة من ملكات الجمال قادمة من دولة أوروبية، وشعبها يراقب شاشات التلفاز على أمل ان تكون فتاتهم هي الفائزة، كل هؤلاء وعلى مستوى جميع الدول شاهدوا فتاتهم تلبس الثوب الفلسطيني على انه الزي الاسرائيل كما روجت “إسرائيل”، وبهذا ترسخ أمام شعوب هذه الدول ان فتاتهم تلبس الزي الإسرائيلي.
هل تستطيع المؤتمرات، أو اليونسكو، أو صور الفيس أن تغير في عقلية هؤلاء بأن هذا الثوب فلسطيني، و”إسرائيل” سرقته وزورته، وألبسته لبناتكم زورا وبهتانا؟.
لا تستطيع، إذن علينا البحث عن طريقة مبتكرة لكي يرى كل العالم ان هذا الثوب هو تراث فلسطيني.
بعد أن سرقت “إسرائيل” الأرض، وزيفت حقائق التاريخ تحت دعاوي باطلة، وقامت بتهويد الأماكن والشوارع ومسميات الأراضي.
بدأت في تزييف مكونات الشعب الفلسطيني الثقافية والحضارية والتراثية، وذلك بسرقة الثوب الفلسطيني، والمأكولات الشعبية، والدبكة والأغاني الفلسطينية.
قبل سنوات قررت حكومة الاحتلال ان يكون زي مضيفات طيران العال الإسرائيلية هو الثوب الفلسطيني، وادعت انه من التراث اليهودي، كانت الردود ضعيفة.
وبعدها نظمت معرضا للازياء كانت بعض الاثواب من الحطة الفلسطينية وصورة القدس، وبعدها سوقت للعالم مشروبات روحية تحمل صورة القدس، كانت الاحتجاجات دون المستوى المطلوب.

قبل أيام نظمت اسرائيل احتفالا لملكة جمال العالم وتظهر الصور نساء يهوديات أو أجنبيات يلبسن الثوب الفلسطيني، وجالسات بالثوب يلفن ورق العنب، صورة تظهر للعالم كأن هذا تراث يهودي.
ثمة احتجاجات متكررة دون ان تقدم ردا عمليا على انتهاكات اسرائيل وسرقتها للثقافة والتراث الفلسطيني، في محاولة لتزييف الوعي للرأي العام العالمي والعربي.
في هذا المقام، اقترح على رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية أن يصدر تعليماته من خلال وزير الخارجية لكل النساء العاملات في سفاراتنا بالخارج، وفي مبعوثية الأمم المتحدة أن يلبسن الثوب الفلسطيني، ويظهرن به أمام العالم، وأمام وسائل اعلام دول العالم.
كما اقترح على سيادته أن تصدر تعليماته من خلال وزير التربية والتعليم إلى كل المؤسسات التعليمية من المرحلة الإعدادية والثانوية والجامعية ان يكون الثوب الفلسطيني هو الزي الرسمي لكل طالباتنا.
وبعد ذلك يتم دعوة جميع وسائل الاعلام ذات التأثير العالمي لزيارة المدارس والجامعات ونقل صورة طالباتنا بالثوب الفلسطيني إلى العالم.
هذا هو الرد العملي على ممارسات “إسرائيل” ضد تراثنا وثقافتنا. وبهذا الأمر نرسخ تراثنا لدى الأجيال القادمة، ونرد على “إسرائيل” أمام العالم، ونؤكد لهم أن هذا تراثنا الذي نعتز ونتمسك به، ولا نقبل تهويده.
غزة: 17/12/2021



