جمالية المكان وظلال الصورة في رواية “زرعين” للكاتب الروائي صافي صافي.. ناهض زقوت

لقد انتهيت من كتابة دراسة معمقة وموسعة عن رواية “زرعين” للكاتب الروائي صافي صافي، والصادرة عن دار الشروق – رام الله 2021، وأرسلتها لمجلة ميريت الثقافية بالقاهرة للنشر.

رواية زرعين تجعلك في لهاث متواصل كمن يجرى بين الجبال والصخور يخاف السقوط، ويمرح في السهول لكي يمتع ناظريه بالجمال، رواية تشدك من سطرها الأول وحتى السطر الأخير، متواصلاً مع جمالية المكان، لتحيي ذاكرة الوطن المسلوب، ومعالم المكان بكل تفاصيله السهول والهضاب، والوديان والصخور، والنباتات والأشجار، والحيوانات، والينابيع والآبار، وأسماء العائلات، فما زال المكان ينبض بمكوناته رغم غياب السنين، فإذا استطاعوا أن يغيبوا السكان فما زالت أثارهم باقية في المكان، وتشهد على وجودهم الحجارة المتراكمة، والأزهار والنباتات التي ما زلت تنمو لتجدد ذكرى الذين احتضنوها في يوم من الأيام.

لقد عبرت الرواية عن التحولات في الرؤية من الحديث عن النكبة وتداعياتها إلى الحديث عن المكان والتعبير عن جمالياته بعد اتفاق أوسلو، لتأتي الرواية الجديدة أكثر تعبيراً عن الحق الفلسطيني أمام محاولات التغييب، وإنكار الحق، ورداً على الرواية الصهيونية في تزييفها للحق الفلسطيني بدعاوي توراتية باطلة لا تصمد أمام قوة الحق على الأرض الفلسطينية نفسها التي ما زالت شاهدة على هذا الحق، وتشهد مقابرها أن ثمة من مات هنا ودفن هنا من أصحاب الأرض، وما الشواهد والتذكارات اليهودية إلا تأكيداً على ثمة من قاوم وقاتل من أجل الحفاظ على الأرض، وأننا سوف نبقى نبحث عن ظلال الصورة في كل حبة رمل من أرضنا، وحين نمتلك القوة نستطيع أن نحرر المكان ونعيد كتابة تاريخه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com