إلى روح والدي/ بقلم الشاعر عبد الله ضراب الجزائري

***

الموتُ حقٌّ ولكنْ يجرحُ الكَبِدا … ويوجبُ البؤسَ والآلامَ والنَّكدَا

فيعلنُ الدَّمعُ حزْناً موسمًا مَطِرًا … مِن شدّة الوَجْدِ يُوهي الصّبرَ الجَلَدَا

ماذا تفيدُكَ أقوالٌ بِتعزية ٍ… إن كان قلبُك بالأحزانِ مُتَّقدا

لكنَّ كلَّ عزاءِ المرْءِ في أمَلٍ … عند الرّحيمِ يعيدُ العقلَ والرَّشَدا

ما غابَ من لمعتْ أخلاقُه وغدَت ْ… للفوزِ والقُربِ عند اللهِ مُستَندَا

أكْرِمْ بذي عفّةٍ عليا وذي شرَفٍ … قد كان يُغنيه عن ذي اللُّؤمِ ما وجَدَا

قد كان يقنعُ بالأرزاق في ثِقةٍ … ما ضاق بالعُسرِ في الدّنيا وما حَسدَا

يسعى ويكدحُ في طُهرٍ يعزُّ به … ولا يمدُّ إلى أهل الرُّيوعِ يَدَا

عانى الأمرِّين في عهد الجهادِ وما … رامَ الغنائمَ لمَّا الإنتصارُ بَدَا

رَبَّى بَنيهِ بما يُعلي كرامتهمْ … علمٌ وطُهْرٌ ونُبلٌ في الورى وَهُدَى

أبي صديقي تمتّعْ بالرّحيلِ فذا … حادي النُّفوسِ إلى أرض النَّعيمِ حَدَا

لا يُخلفُ الله ما جاء الكتابُ به … الله ينجزُ أهلَ الفضلِ ما وَعَداَ

حسبي افتخارًا بمن تزهو القبورُ به … لمّا أتاها بنورِ الحقِّ مُعتقِدَا

وبالفضائلِ والآياتِ يحملُها … قلبٌ طهورٌ بحبِّ الصّالحاتِ شَدَا

تسعون حولًا من الإيمان خالصةً … ألا تنجِّي فؤادا كالغمامِ نَدَى؟

ظنِّي جميلٌ فربُّ النّاسِ يرحمُ منْ … لغيرِ خالقهِ الرَّحمانِ ما سَجَدَا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com