رسالة إلى ضمير القرن (في رثاء الطفل المغربي ريان رحمهُ اللهُ تعالى ).. محمد عبدالرحمن باجرش

ليس ريّان ٌ بحفرة =بل بجناتٍ وخُضرة
وحواصلِ طيرِخُضْرٍ=يغدو في دوحٍ ونُضرة
و ثمارٍ دانياتٍ=يأكلُ يانـعَ بِكره
يرتوي منها بـنهرٍ=في ظـلالٍ مستمرّة
يمرح ملأَ سماها= في حبورٍ و مســرّة
فالشهادةُ إن أتتهُ=فهي مُكرمَةٌ مُبِرة
كدعاميصِ الجنان=كيف ماشاءت مُقِـرّة
يا ضمير القرن أهدي=لكَ شُكري ألف مرّة
قد تحرّكتَم بصدقٍ =لكن الأسبابُ عُسرة
لا..فلا تبكِهِ فهو =تحت رحماتٍ وسِدرة
عند رحمنٍ رحيمٍ =وحكيــمٍ لــه نظرة
غامرِ اللطفُ مغيثٍ=برعــاياتٍ ونُصرة
لا.. فلا ترثِهِ فهو=ربما يرثيـــــك عَشرة
كيف والأطفال تُقـتل= من أمامك مثل حشرة
و ترى البوس تلوَّى=في مآقي الطفلِ عَبرة
ثم لاتقــــدر حتى=أن تقول الحق خطرة
هل تحرّك من ضميرك=ألفُ حفَّارٍ وشَعْرة
يا ضمير القرن يا من=يدّعي الحب بسَكرة
هل تحرّكت وفينا=طبَّعوا الإلحاد فكرة
وشذوذاً كاد يبدو=بين أشبالنا فِطرة
أو تحرّكت لجيلٍ =عبد الشيطان سُخرة
هل تحرّكت وجندك=جعل الأطفال سُترة
أو تحرّكت وفينا=ألفُ ريانٍ وحفرة
تلفظ الأنفاس منهم=كل يوم ألفُ زمرة
يتلبَّســهم عراءٌ= يرتجي الدجال هِجرة
و دواالدجالِ داءٌ=والرغيفُ منه بثرة
يا ضمير القرنِ إعدلْ=فالخيانةُ منك مُرَّة
وحياتك اختبارٌ =والإجـابةُ منك حُـرّة



