نساء من نور .. د/ رشاد المدني

تم تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية سنة ١٩٦٥ ليكون تنظيما شعبيا نسائيا يضطلع بدوره الاجتماعي و السياسي بين صفوف النساء في المناطق العربية المحتلة و هذا يدلنا على أن الوعي السياسي النسائي نشأ في أحضان حركة النضال الفلسطيني و نما من خلال مؤسسات مجتمعية أصلا فيما وفر انشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام ١٩٦٤ ، بديلا سياسيا شكل مرجعية للحركة الوطنية الفلسطينية التي نمت في أحضانها الحركة النسوية مما جعلها تتقابل مع استراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية الهادفة الى تسيس الجماهير و زجها في النضال الوطني في تلك الفترة ، اتخذ الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية من القدس مقرا رئيسيا له ، و كان مجلسه الإداري يضم ٢٠ من الكوادر النسائية و تم انتخاب الهيئة التنفيذية للاتحاد برئاسة عصام عبد الهادي للإشراف على عمل الاتحاد ، و اعتبر الاتحاد نفسه تنظيما نسويا شعبيا ديموقراطيا يمثل المرأة الفلسطينية أينما وجدت و يستهدف تنظيمها و تعبئة طاقتها ، و رفع مستوى الوعي الثقافي و السياسي لها و مشاركتها في صناعة القرار .. و من النساء اللواتي أسسن الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عندليب العمد عائدة بامية ، يسرى البربري ، سميحة خليل ، زليخة الشهابي ، عصام عبد الهادي ، ليديا الأعرج ، فايزة عبد المجيد ، وقد تفرعت عن الاتحاد عدة لجان متخصصة منها اللجنة الثقافية و الاعلام التي صدر عنها مجلة ( الفلسجطينية ) كلسان حال الاتحاد ، كما صدر عن الاتحاد أيضا ( صوت المرأة الفلسطينية ) و لم ينتظم صدورها الا أن توقف بعد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية عام ١٩٦٧ ، إلا أن العمل الإعلامي للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية لم يتوقف ، فصدر عنه مجلة ( الفلسطينية الثائرة )في عمان عام ١٩٧٠ م ، ثم مجلة ( الفلسطينية ) عام ١٩٨٨ م ، و كانت من أبرز اللواتي كتبنا فيها فريال عبد الرحمن ، و عبلة الدجاني ، و فيحاء عبد الهادي ..
و في غزة استمرت الجهود و الاهتمام في الحركة النسائية و اجتمع عدد من النسوة الرائدت ، و بعد التشاور و الاتفاق ، تم دمج جمعية النهضة النسائية و جمعية التقدم النسائي لتشكل معا جمعية الاتحاد النسائي الفلسطيني في قطاع غزة عام ١٩٦٤ برئاسة المربية المناضلة يسرى البربري و كان من أهم أهداف الاتحاد النسائي رفع مستوى المرأة اقتصاديا و ثقافيا و اجتماعيا و صحيا و العناية بالأسر المحتاجة و الأيتام و الأرامل بتوفير حياة كريمة لهم و رعاية الأمومة و الطفولة و اهتم الاتحاد أيضا برياض الأطفال و إنشاء مراكز لمحو الأمية و مساعدة أسر المعتقلين و الشهداء و الجرحى و أصحاب المنازل التي دمرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ، إضافة الى انشاء مراكز التدريب اليدوي الخاصة بأعمال التطريز و مشاغل التريكو و الخياطة .
و مهما يكون من أمر فإن الجمعيات النسائية في غزة في عهد الاحتلال البريطاني و في فترة ما بين ١٩٤٨ _ ١٩٦٧ كانت كالتالي :
أولا جمعية النهضة النسائية تأسست سنة ١٩٤٤ برئاسة عقيلة رئيس بلدية غزة آن ذاك رشدي الشوا
ثانيا جمعية الاتحاد النسائي التي تأسست سنة ١٩٤٦ برئاسة الحاجة مكرم أبو خضرة
ثالثا جمعية التقدم النسائي ١٩٤٨برئاسة السيدة عصام حمدي الحسيني
رابعا جمعية الهلال الأحمر بغزة التي تأسست سنة ١٩٥٣ برئاسة حرم الحاكم العام لقطاع غزة اللواء عبد الله رفعت
خامسا جمعية الاتحاد النسائي الفلسطيني التي تأسست عام ١٩٦٤ برئاسة يسرى البربري .
ألف تحية لكل مرأة فلسطينية و بخاصة لكل أسيرة فلسطينية كان لها قصة و حكاية في سجل و قاموس المقاومة و الجهاد و التضحية و الفداء ، و هكذا بفضل المعاناة سطر الأسيرات المناضلات أنصع صفحات العز و الكبرياء و الشموخ و الصمود و المقاومة في وجه هذا الاحتلال الغاصب .