صالون هدي .. وفن الترويج (سلب العقول).. ناهض زقوت

المرأة قبلت التعرى … بناء على رغبة المخرج، والاثنان تقابلا في الهدف .. مزيدا من المال.
نلوم المخرج .. ولا نلوم المرأة
كأن الجريمة سببها المخرج في حين أنه أداة في يد الإنتاج.
ولم نسمع لوما للمرأة لقبولها التعري .. كأنها أداة دون مشاعر وانتهاك لانوثتها.
لقد شاهدت الفيلم، وأستطيع أن أتحدث عنه، والفيلم فيه لقطة في مشهد تعري مدته دقيقة ونصف فقط وليس ثمة مشاهد أخرى.
مشهد يذكرنا بماضي عرس الجليل حين تعرت المرأة في الحمام، هاجت الدنيا ولم تقعد، غابت الأصوات وبقي المشهد.
في صالون هدى، فيلم ضعيف، وكان داعمه مشهد تعري، لتتحدث عنه وسائل الإعلام بأنه أثار ضجة، فينجح الفيلم ويقبل عليه الناس لمشاهدة التعري.
في إحصائيات جوجل أكثر كلمة يطلبها العرب على محرك جوجل كلمة جنس، فهم يحبون مشاهدة الأفلام الإباحية الأجنبية، والمخرج اتخذ الجنس وسيلة ليروج لفيلمه الضعيف، وكانت قاعدته كل ممنوع مرغوب أمام ناظريه.
انزل الفيلم ليوم على اليوتيوب، لكي يشاهده الناس ويثير ضجة، وقد نجح في الترويج للفيلم، وانتشر كالنار في الهشيم، ثم حذف الفيلم من اليوتيوب بعد أن أوصل رسالته، التي ليس لها علاقة بمشهد التعري.
ثمة من يسلبكم عقولكم، ويديرها كما يشاء، ويحول توجهاتها لما يريد، وانتم قابعون مكانكم لا حول ولا قوة، المشهد لم يحذف، وسيبقى في الفيلم، وانتم تصرخون في الصحراء أن هذا لا يجوز .. والمرأة الفلسطينية مقدسة ..
ويبقى السؤال الغائب عن أذهانكم المسلوبة: لماذا قبلت المرأة الفلسطينية التعري؟.
في مشهد هو أخطر من التعري، وهو بمثابة رسالة الفيلم، مشهد المواجهة بين هدى العميلة، والمقاوم المطارد، وسؤال المقاوم لهدى لماذا أصبحت عميلة؟، فتقول لن أقول إلا إذا قلت لي لماذا أصبحت مقاوما؟.
هنا كانت الإجابات الخطيرة، المقاوم يقول انه أصبح مقاوما لان الجيش قتل صديقه الذي أفشى عنه للجيش بأنه ألقى الحجر، في حين أن الذي القاه هو نفسه المقاوم (مقاوم كذاب)، لكي يخلص من ذنبه ألصقه بصديقه، فقتله الجيش. ولم نسمع منه انه يقاوم من أجل الوطن.
أما هدى أصبحت عميلة لأن زوجها سيء الأخلاق معها، وقد صورتها المخابرات الإسرائيلية (دون أن تذكرها بالاسم) مع عشيق لها، وحين كشف أمرها، طلقها زوجها وحرمها من أبنائها، وهذا يعني أن المجتمع القاسي عليها يتحمل جريمتها، وليس ممارسات الاحتلال.
لقد استطاعت الآلة الإعلامية للإنتاج والإخراج أن تروج للفيلم من خلال مشهد التعري، لتدفع المشاهد لمتابعة الفيلم ليتمكنوا من توصيل فكرتهم أن المجرم بحق الفلسطينيين مجتمعهم وليس الاحتلال الإسرائيلي.
في مسألة الإنتاج أن السلطة الفلسطينية لها دور كما يروج بعض الذين يصطادون في المياه العكرة، اقسم أنهم لم يشاهدوا تتر الفيلم أو الفيلم نفسه، ليس هناك من قريب أو بعيد أية علاقة للسلطة بإنتاج الفيلم، فالإنتاج خارجي من مؤسسات دولية.
غزة: 11/3/2022