رد قلبي.. عبير المدهون

عمر مهندس شاب وسيم يعشق الرسم وعلى الرغم من مرضه إلا أنه مفعم بالحياة مرح، خمسة أعوام قضاها في مقاومة المرض لم تطفئ شمعة الأمل في قلبه.
ونور شابة رائعة الجمال روحها خفيفة الظل تعمل في مجموعة الدعم النفسي لمرضى السرطان في المستشفى الذي يخضع فيه عمر للعلاج .
التقت عيناها بعينا عمر منذ عامين وجمعت بينهما صداقة قوية وإعجاب، فكان حب صامت. لم تفارقه خلال تلك الفترة يحبها ويشعر بإهتمامها به ولكنه يعتقد أنها تشفق عليه بسبب مرضه، لذلك يلزم الصمت يتحدثان معاً لساعات حتى أصبحت الأمل الذي أحي السعادة في قلبه، رغم علمه انه ميت لا محال بسبب المرض . وهي تسترق الوقت لتخرج به في نزهة في حديقة المستشفى يتحدثون ويضحكون ويرسم لها لوحات وصور جميلة،،
تغيب أحيانًا فيدخل القلق قلبه ولا يعود الهدوء إليه إلا عندما تعود. يبدو على محياها التعب وإذا ما سألها عن السبب تخبره انه بسبب العمل.
يتمنى أن يسمع منها كلمة احبك ولكنها تلتزم الصمت وتكتفي بإبتسامة خجولة ولمعة عين بريئة. عيناها تنطق بما يمتنع اللسان عن البوح به تفضحها تلك النظرات الحانية . وهو يخاف أن يتورط بحبها أكثر، أو أن تتعلق به هي أكثر فهو في قرارة نفسه يتمنى لها الأفضل. في ذلك اليوم خرجا في نزهة كالمعتاد في الحديقة وفجأة سقطت بحالة إغماء .وعلى رغم ضعف جسده حملها بين ذراعيه وذهب بها مسرعاً إلى داخل المستشفى ليطلب لها المساعدة .بعد تلك الحادثة غابت نور عن العمل لعدة أيام، وفي فترة غيابها شعر عمر بأنه قد فقد جزء كبير من روحه وتدهورت حالته الصحية بسرعة وكأنه يرفض أن يقاوم وقد استسلم للمرض الذي نهش روحه قبل جسده.
عدة أيام كانت كافيه أن تطيح به .. اتصل الطبيب في نور واخبرها بحالة عمر ،،
فأتت مسرعة إلى زيارته .
وعندما دخلت إلى غرفته تفجأت بحالته الصحية وسألته عن السبب فقال لها وفي عينيه بريق فرح خشيت أن أرحل قبل أن أرى عيناك.ِ فقالت له: ملاطفة إياه ،،،قبل أن ترحل (رد لي قلبي )فأمسك يدها وقبلها ووضعها على قلبه وقال لها:( هو لك )
فابتسمت وقالت له بكل هدوء:(أنا احبك )..
فقال لها :(وأنت قلبي الذي ينبض داخل صدري)
وأغمض عيناه ونام في هدوء فقبلته على جبينه وهمست في أذنه أراك غداً وذهبت .
لكنها لم تف بوعدها وبعد شهر عادت إلى المستشفى تبحث عنه بعد أن استعادت عافيتها، جاءت لتخبره أنها عادت للحياة من جديد بعد أن حصلت على قلب من متبرع لتخبره قصتها وما كانت تخفي عنه .ولكنها لم تجده سألت عنه فقال لها الطبيب انه رحل، ولكنه ترك لها رسالة ولوحة لم تستوعب الأمر وتساقطت الدموع من عيناها وشعرت بتسارع دقات قلبها فأخذت الرسالة ونظرت إلى اللوحة لتجدها لقلب كبير تنبت منه الأزهار. نزلت إلى الحديقة وجلست على المقعد الذي تعودت أن تجلس عليه بصحبة عمر تقرأ بعض السطور التي كان أولها …
حبيبتي نور …
أنا معك مهما ابتعدت. أنا هنا أسكن وتين صدرك … .فعلت ما طلبتي مني ورددت لك قلبك النابض.
لا تستغربي يا حبيبتي فقد علمت من الأطباء في اليوم الذي سقطتي فيه مغشياً عليك أن قلبك مريض وضعيف.وأنك بحاجة لزراعة قلب جديد ،،،وأنا كان قلبي قوي ولكن جسدي ضعيف وكنت اعلم أني مفارق،،،لذلك تركت وصية وهبتك فيها قلبي لنتوحد معاً . أردت أن أمنحك الحياة ولم أجد ما هو أغلى من قلبي لأقدمه لك.أردت أن أهبك الحياة والسعادة من جديد. وكلما احتجتني بقربك ضعي يدك على قلبك وانظري إلى تلك النجمة في السماء وأنا سأكون معك ولو من بعيد………