من روائع قصص الأديب سليم عيشان.. د/ رشاد المدني

من روائع القصص التي يتحفنا بها دائما أديبنا الكبير القاص المبدع الروائي العظيم صاحب الكلمة الذهبية المعبرة الرائعة استاذنا سليم عوض عيشان ٠٠ أبو باهر ٠٠ قصتان جديدتان رائعتان قصيرتان هما الأولى بعنوان ٠٠ الا النساء ٠٠ والقصة الثانية بعنوان ٠٠ شهادة الفخار وشهادة العار٠٠ والقصتان تعبران عن انعدام الأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية والرحمة٠٠ والتباهي والافتخار بالقتل ٠٠ قتل العرب وكل فلسطيني مناضل حر من قبل العدو المجرم ٠٠٠ فقنابل العدو وصواريخه واعتداءاته الوحشية لم تتوقف حتى اليوم٠٠٠٠ اما القصة الأولى فهي٠٠الا النساء٠٠٠٠ صرخ الرجل بالجندي الإسرائيلي الذي كان يحتجزهم منذ ساعات٠٠٠ طفلي مريض جدا ٠٠ مصاب٠٠ينزف دما٠٠ ولكن هذا الجندي الحاقد اخذ يدمدم لتموتوا كلكم٠٠ ليموت كل العرب٠٠٠ جنود احتجزوا بعض العائلات ٠٠ أوقفوهم في العراء البرد الشديد٠٠ الطفل يتلوى من الألم٠٠ والأب يتلوى من الغيظ٠٠ الطف ل قاعد بموت٠٠ أريد ان اخذه الى المستشفى٠٠فأخبره الجندي اللعين٠٠ اذا اردت ذلك فعليك ان تخلع كل ملابسك فرد الرجل الغلبان الحيران٠٠ الجو بارد جدا جدا ومستحيل أن أفعل ذلك٠ رد الجندي اذن لتبقى هنا الى الابد ٠٠وهنا فارق الطفل الحياة ويموت الطفل بين أحضان والده٠٠٠ ويتابع الجندي بقوله ساخرا كل هؤلاء المتواجدين معك عليهم ان يخلعوا أيضا ملابسهم بالكامل٠٠ فيرد الرجل كل هؤلاء فهذا مستحيل ان فيهم نساء وفتيات٠٠٠ وأص٧وور وصمم الجندي على فعل ذلك٠٠ اخذ الرجل يتمتم الا النساء٠٠ الا النساء٠٠٠٠ سقط الرجل مضرجا بالدماء وهو ما زال يهمس الا النساء٠٠٠ الا النساء٠ ٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ ٠ القصة الثانية ٠٠ شهادة الفخار وشهادة العار٠٠٠ انها قصة رائعة واقعية رسم صحبنا وأديبنا حروفها بإتقان وحنكة أدبية وهمة ونهمة ثورية وطنية٠٠ فمهما كانت المعاناة والاذلال والقمع والبطش والوحشية فنحن امة وشعب لن ننكسر ولن نخضع ولن نركع الا لله ولن نستسلم لأننا مع الله أقوياء بالله وأصحاب حق وإرادة ٠٠٠٠ قد يكون اسمي نجاح كفاح نضال جهاد٠٠٠ ليس هذا هو المهم٠٠ المهم هو أنني ابنة القضية٠٠ ابنة فلسطين٠٠ ابنة غزة العزة والكرامة والصمود والمقاومة٠٠انا لي شهادتي التى حصلت عليها بجهدي وتعبى وسهري الثانوية العامة ٠٠من طلب العلا سهر الليالي٠٠٠٠٠٠كل منازلنا الفلسطينية مقدسة في عقولنا وقلوبنا وصدورنا ولكن الذي قصفها ودمرها هو العدو المحتل٠٠٠٠ كان أبي مسالما يحمل فكرا وقلما ويعمل معلما٠٠ مدرسا للأجيال الناشئة٠٠ج استطاعوا أن يهدموا بيتي٠٠ويصادروا ارضي لكنهم لن ولن يستطيعوا ان يهدموا معنوياتنا وحبنا وارادتنا وصمودنا وعزتنا بصواريخهم وطائراتهم٠٠٠ لم ينالوا من عزيمتي وصمودي وثقافتي وصبري ووعيي٠٠٠قنابلهم وصواريخهم هدمت بيتي لكنها لم تستطع أن تصيب روحي ونفسي وفكري وعقلي٠٠٠ ستظل الصورة الوحشية لهدم بيتي ماثلة امامي٠٠ لن تمحى من ذاكرتي ومن ذاكرة التاريخ وستبقى شاهدة على وحشية العدو ووصمة عار على جبينه تثبت غطرسته وحماقته وعدوانيته وجنونه٠٠ شهادتي هي شهادة عز وفخر على جبيني مدى الدهر وشهادة العدو سوف تبقى شهادة ذل وعار على جبينه وحتى الان فشتان بين شهادة الفخار وشهادة العار٠٠ كل الشكر والتحية لأديبنا الكبير واستاءنا القدير ابو باهر حفظه الله ورعاه وبارك في عمره.
وبدوري فلن اشوه هذه الدرة النفسية .. واللوحة الراقية التي تفضل بها أخي الكريم وصديقي الحميم وأستاذي العظيم الدكتور الموثق المؤرخ رشاد المدني حفظه الله …
… الكاتب ….
……………..
الرواية الفلسطينية الإبداعية الرائدة التي كتبها ونشرها اديبنا الكبير والروائي العظيم سليم عوض عيشان ٠٠ أبو باهر ٠٠ بعنوان البندقية لي والقلم لك وروايات وقصص أخرى ٠٠٠ منذ فترات متباعدة كنت قد قرأت العديد من الروايات والقصص الرائعة التي كتبها أديبنا المتألق أبو باهر وقد عكست معظم هذه الروايات عدة جوانب مهمة من الادب العربي المعاصر وبعض الجوانب التاريخية والوطنية والتراثية والاجتماعية والشعبية٠٠٠
اولا الجانب الوطني الأصيل وأحداث الهجرة الفلسطينية وحرب عام ١٩٤٨م وما بعدها بكل مآسيها وأحزانها وجرائم الاحتلال الصهيوني فيها٠٠ بمعنى أخر النكبة والتشريد وما عرف بحدوث النكسة والعدوان والهزيمة٠٠٠ حدث ما حدث واحتلت أراضينا مع اننا نحن أصحاب الحق وأصحاب الارض الاصليين٠٠٠ قاومنا الاحتلال الصهيوني بكل ما نملك٠٠ وأكدنا للعالم بأن حقوقنا سلبت وأرضنا نهبت٠٠ لكنه الامل مزروع فينا٠٠ انها لها لعائدون الى فلسطين الحبيبة٠٠٠٠ ان الفلسطينيين بشعورهم واحساسهم ويقينهم بأنهم أصحاب حق يجعلهم دائما متفائلين ومتمسكين بالمقاومة وبحق العودة الى بلادنا فلسطين والتحرير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ثانيا: وهو الجانب الاخر وهو أن تلك الروايات عكست نماذج فريدة من التراث الشعبي الفلسطيني وحب الأرض والتغني بها والتعامل مع السياسة والثورة وما يعرف بالاسلاموفوبيا وتأثيرها ومكافحتها.
وأما الجانب الثالث فهو أحداث متنوعة تخص المجتمع الفلسطيني وظروفه في الوقت الحاضر والأسرة الفلسطينية وسعادتها وشقاؤها وآمالها وحياتها الاجتماعية والتعليمية والسياسية والشعبية.
ومما لا شك فيه أن معظم هذه الروايات والقصص تهدف إلى إبراز أهداف عديدة من أهمها تحقيق الأمل المنشود بالعودة إلى الوطن وتحريره ونشر الأمن والأمان والاستقرار والاستقلال والعدالة والديموقراطية والتعليم وتدعيم الأخلاق والقيم والمبادئ والنظام والمحافظة على صيانة القانون وتطبيقه لينعم الجميع بحياة حرة نزيهة مستقرة…. هذا ما أراده ويريده كل الروائيين وكل الكتاب وكل الباحثين الوطنيين وكل الشعراء وكل المغنيين الشعبيين وكل الثوار المجاهدين.
وكان وما يزال أديبنا الكبير سليم عوض عيشان أحد هؤلاء الرواد الروائيين فقد تمتع بذاكرة قوية وفراسة ابداعية وحكمة ربانية وشهامة وطنية رائعة وبنصوص أدبية شاملة وجامعة في عالم الأدب والرواية… كل ذلك جعله معطاء بلا حدود ونبراسا ساطعا في سماء الوطن يذكر كل شيء ويتحدث عن كل شيء ويكتب عن كل شيء شاهده وعاصره وتعامل معه في حب الوطن وفي التاريخ والجغرافيا والتراث والمقاومة والذاكرة الفلسطينية وسير الأعلام والقرى الفلسطينية المهجرة.
“رواية البندقية لي والقلم لك” اشتملت على الكثير من المصطلحات والعبارات الوطنية التي تشجع المقاومة وتؤيدها ضد العدو الصهيوني.
فلسطين باقية من بحرها إلى نهرها.. دارت المعركة في الكرامة فأعادت لنا الكرامة..
مفهوم الشهادة والاستشهاد … العملية الا$تشهادية البطولية التي قامت بها فتاة مجهولة داخل “تل ابيب” وهي تل الربيع في نفس المكان الذي كانت فيه العملية الاستشهادية لشاب مجهول… انه زوجها ….
لقد استشهد زوجي منذ أيام قلائل…. أخذت تسرد علينا التفاصيل الدقيقة للعملية الاستشهادية.
برز في روايته جهاد المرأة الفلسطينية وصبرها وصمودها وتربيتها لأطفالها والمحافظة عليهم وحمايتهم وقد عبر الكاتب عن ذلك عندما تحدث عن وصول جميلة بزيها العسكري وسردها التفاصيل الدقيقة للعملية الاستشهادية لزوجها الى جانب حبها الكبير لطفلتها فلسطين.
الجميع يكتب وينطق ويستشهد من أجل فلسطين… من أجل تحقيق الأمل والعودة.
فغنت فيروز سنرجع يوما الى حينا. وكتب الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود “ابو الطيب”: سأحمل روحي على راحتي وألقى بها في مهاوي الردى فاما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا…
وعبر الرسام الكاريكاتير ناجي العلي بلوحاته ورسوماته عن حب الوطن والمقاومة والعودة . وكذلك الشاعر هارون هاشم رشيد. وكتب الأديب غسان كنفاني: عائد إلى حيفا.
وأنت تبحث وتختار من كنوز الروائي سليم عيشان تختار في الاختيار فكل رواياته وقصصه كنوز وعبر وجواهر ودروس في التاريخ والحضارة والمقاومة والعزة والكرامة والتراث والحياة والأمل والعمل والسياسة والوطن والفن والامثال والصمود والايمان والتقوى ونستعرص فيما يلي بعض هذه الكنوز:
من رواياته وقصصه ما كتبه عن الزعيم أحمد الشقيري اول من أسس م.ت.ف وتكوين جيش التحرير الفلسطيني.
وكذلك ذكريات البنك العربي “ذكريات شومانية” عبد الحميد شومان بيك مؤسس ورئيس مجلس ادارة البنك العربي.
ومن الأمور التي أدهشتني حكاية ابو هندي تحت شجرة الجميز. والطفل سليم عيشان مع افراد أسرته في مخيم الجميزات. وحكاية الراديو التي تشبه حكايات الف ليلة وليلة.
ومن روائع ما أنتجه الأديب الكبير ابو باهر ذكريات الخيام في مخيم الجميزات. كانت ذكريات خصبة غنية بالأحداث والمواقف.
إضافة الى حديثه عن مسجد السيد هاشم وصندوق العجب.
ومن أهم رواياته قصة جيفارا غزة الشهيد البطل محمد الأسود القائد العام لقوات المقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة…


