جاك خزمو.. والبيادر.. بقلم/ عبد الله تايه

تأتي الذكرى الثانية لوفاة الكاتب والصديق جاك خزمو رئيس وصاحب مجلة البيادر الأدبي والسياسي لتذكرنا بهذا الجيل الرائد والطليعي بعد حرب حزيران حين كادت تفرغ الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع من الكتاب والمثقفين الذين شتتتهم حرب حزيران إلى مناف جديدة وتوقفت مجلة الأفق الجديد التي نشرت الأعمال الإبداعية لهؤلاء الكتاب والأدباء فتعززت الحاجة إلى وجود مجلة أدبية ثقافية تنشر قصص وشعر ومسرح وأخبار الكتب الجديدة للجيل الجديد الذي ظهر في الضفة وغزة أواسط السبعينيات، وقد جاءت هذه المبادرة الواعية من مجموعة من الكتاب على رأسهم الكاتب جاك خزمو الذي تولى إصدار مجلة البيادر الأدبي مع ثلة من المحررين والكتاب فصدرت المجلة شهريًا بجهوده وجهود هيئة التحرير ومستشاري التحرير.

ووجد الكتاب في هذه المجلة نافذة أدبية ووطنية لنشر أدبهم وأخبارهم ومتابعة الإصدارات الجديدة وكانت المهام ثقيلة، فالاحتلال كان لديه أنظمة عسكرية للرقابة على المجلات والصحف والإصدارات المختلفة.

وكان استقبال الكتاب والمثقفين لصدور البيادر استقبالًا رائعًا وجدوا فيها منبرًا طليعيًا يعبر عنهم وعن الثقافة الوطنية في ظروف صعبة فرضها الاحتلال، وقد كان للراحل جاك خزمو دورًا كبيرًا في استمرار صدورها في ظل أجواء صعبة وقاسية، وكان يقوم بزيارات دائمة إلى غزة ونابلس والخليل والقدس وطولكرم وكل مدن الضفة والقطاع ليلتقي بالكتاب ويعزز من التفافهم حول البيادر، ثم استحدث دار نشر باسم منشورات البيادر فصدرت مجموعة من الأعمال الأدبية للكتاب والأدباء.

إن مسيرة وعمل ومبادرات الراحل جاك خزمو تستحق الوقوف عندها وتسجيل هذه التجربة الرائدة.

عبد الله تايه

نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com