أرواح متعبة

قلت له بعدما ضاق الصبر بي:
يا بُني منذ ثلاث أيام وأنت لم تغادر
غرفتك ،حتى طعامك لم تتناول منه شيء، ولا أراك إلا وانت ممسكًا بالسيجار و شارد الذهن حزين مكتئب لا رغبة لك بالحديث كعادتك ،لم أسمع ضحكت التي أحبها منذ أيام وكلما حاولت الحديث معك تلتزم الصمت وتُشيح بوجهك،
عندما تجد نفسك جاهزاً للحديث معي انده لي. وهممت بالخروج من غرفته فأمسك بيدي وقال: أمي هناك شيء في دخل صدري يؤلمني ،وحديث عالق في حنجرتي يخنقني، و اسئله تدور في عقلي وتؤرقني.
أنا متعب وأشعر بالخجل والضعف ..
انتابني الخوف وجلست بجانبه
رفعت وجهه بيدي ونظرت إلى عيناه رأيت الحزن يسكن فيها والدمع يلمع في خوابيها
شعرت بالقلق وسألته هل فعلت شيء؟
فقال :
لا
هل انت في حالة حب ؟:
لا
هل تتعاطى شيئًا ؟
لا
هل تركت العمل ؟
لا
ما المشكلة إذاً ؟؟!
تحدث أرجوك ..
فقد دخل الشك والخوف قلبي.
فقال :أشعر بالخجل من ربي.
فقلت وماذا فعلت ؟
قصرت في حقه..
وكيف ذلك ؟
اسمعي حكايتي
يا أمي أنا لست ملاك ولا كاملًا فأنا شاب والدنيا تأخذني اخطئ وأصيب و أقاوم نفسي وفي أوقات أخرى شيطاني يغلبني. ورغم كل ذلك وأنا أعصي ربي إلا أنه يقف إلى جانبي وينقذني وكأن ملاك موكل بي على جناحه يحملني ويحلق بي الى وجهتي وفي امان الله بعد أن أغلق عينايا يتركني .ومن ثم بقدرته العظيمة يجمعني بمن ينقذ روحي من غير معرفة ولا ميعاد ، ثم يقضي الله لي حاجة على يده ولو كنت سأبحث عنه بقوتي لطفت الأرض جميعها من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها ما وجدته.
انها الطاف الله، اقترب من الموت فينقذني.
وبالرغم من سوء اعمالي بين الحين والاخر إلا انه يرسل رحمته إلي وينتشلني.
في كل مرة اكون فيها قريباً من الهلاك يرشدني.
وفي كل مرة اعتقد انها النهاية، برحمته يمُدني وملائكته تحفوني والى درب السلام والأمان تقودني وتدفعني من غير حول لي ولا قوة بعظيم لطفه ينقذني .
واكرر معصيتي وانا على يقين انه سيغفر لي ولن يتركني.
و ادرك في قرارة نفسي انه يختبرني . ؟؟وأسأل نفسي عن السر الذي من آجله يقف معي بلطفه وحنانه وعنايته؟؟.
وفي كل يوم أسأله أن يهديني وألى طريق الحق أن يرشدني ويوم العرض عليه أن يسترني …
قولي لي يا أمي لماذا اعصيه وبمحبته ورحمته ولطفه يطوقني ؟؟
نظرت الى وجهه المتعب في سري وقلت هذا هو أبني وشعرت بسعادة وكنت سعيدة وهو يفتح قلبه لي ويحدثني
وقلت له : إن الله يحبك ويريد أن ينقذك من شر نفسك .أبحث أين كان التقصير ؟؟؟ واسئل نفسك لو استمريت في نفس الطريق ما هو المصير ؟؟؟؟
وابداء بالتغير . فمن الهمك التفكير والشعور بالذنب ما اراد لك إلا الخير الكثير
ولا تنسى أنك تسير بين الناس جابر للخواطر وتساعد الكبير والصغير . ورضا والديك عليك له قبول عند رب العالمين.
ومن رحمته بك ألهمك صحوة الضمير . إذاً يا بني إبداء بالتغير وتجاهل كل ما يكسر عزيمتك وتمسك بحبل الله وكن في جنبه .تحيا سعيداً نم يا بُني مطمئن قرير العين مرتاح الضمير….
حديث دار ما بيني وبين ابني
عبير المدهون وصخر العلاونة