عبد اللطيف يحاكي ديوان  (البنات، البنات، البنات) للشاعر عز الدين المناصرة في رسالة الماجستير

شريف الهركلي

حصل الزميل أحمد كمال حسني عبد اللطيف، يوم الأربعاء الماضي ٦يوليو ٢٠٢٢م الساعة ١٢:٠٠ ظُهراً، على درجة الماجستير، من جامعة الأقصى غزة قاعة المؤتمرات ، حول «شعر عز الدين المناصرة ديوان(  البنات، البنات، البنات) نموذجاً ».وكانت دراسة أسلوبية

وضمت لجنة الحكم والمناقشة كلًا من: د. أسامة عزت أبو سلطان(  رئيساً و مُشرفاً ) ، وأ.د.محمد فؤاد السلطان ( مناقشاً خارجياً ) ، ود. عبلة سلمان ثابت( مناقشاً داخلياً )

بدأ المناقشون محاورة الباحث عبد اللطيف  في بحثه وذلك لإثرائه وتقديم بعض الملاحظات النوعية  .

لقد أثمرَتْ الدّراسة –بعد الغَوْص في ديوان “البنات البنات البنات”- مجموعةً من النّتائج والتّوصيات، وهذه خُلاصة النتائج التي توصَّلتْ إليها:

1- توفّر للشّاعر عزّ الدّين المناصرة وعيٌّ كبير في توظيف الألوان، واستشفاف دلالاتها وإيحاءاتها المتعددة؛ فوظّفها توظيفاً فنّيا وجمالياً مُحكماً.

2- وظّف الشّاعر مجموعةً من المُفردات الدّخيلة والمُعرَّبة التي تنسجم مع روح العصر الحديث، وقد كان لكثيرٍ من هذه الألفاظ اتّصالٌ بالحياة اليومية، فأسهم ذلك في تقريب اللُّغة الشّعرية من الجمهور. كما أنّه وظّف عدداً من المُفردات الدّارجة المتصلة بالجمهور.

3- استطاع المناصرة توظيف ألفاظ الموسيقا والغناء الشّعبي بأنواعه؛ للتعبير عن تجربته الخاصّة، مُستغلّاً الطاقات الإيحائية الفريدة لها في التعبير عن ارتباطه بموطنه وبالتّاريخ العربي القديم، وبخاصّة الأندلسيّ. وهو يهدف من ذلك إلى حفظ الهُوية العربيّة الفلسطينية لأرضه وتعميقها.

4- أسهمت الكلمات المفاتيح في فتح مغاليق النّصوص، والكشف عن بعض الأسرار التي تتخفّى داخل القصيدة، وداخل الدّيوان ككل، تتلوّن مع النّصوص بحسب تجربة الشّاعر، وتُضفي عليها صبغةً تكشفُ عن ملامحها الخاصّة وعن المكنونات الدّاخلية عند الشّاعر، وتُخرجها من نطاق الخفاء.

5- شكّل التّقديم والتّأخير ظاهرةً أُسلوبيّة بارزة عند المناصرة، تزخرُ بها الصّياغة الشّعرية في صُورٍ عديدة ومُتنوّعة، وهي تنمُّ عن قدرةٍ فنّية وإبداعية كبيرة عند الشّاعر، استغلّها لكسر النظّام التقليدي للجُملة وتحقيق أغراضٍ دلالية وجمالية مُتنوّعة.

6- يُمثِّلُ الالتفات بين الضّمائر والتّلاعُب بالصّيغ الزّمنية والتعبير بالجمع عن المُفرد – مسلكاً تعبيرياً بارزاً عند الشّاعر، له دلالاته البلاغية وإيحاءاته الفنّية التي استغلّها في التّعبير عن تجربته ومراميه، مستشرفاً الطّاقات الجمالية والتّعبيرية التي تُتيحها اللُّغة.

7- استغلَّ المناصرة عملية الوصل والفصل في بناء نظام لغويّ مُتميّز، يتّسم بالتّرابط والتّلاحُم ويتلاءم مع الدّلالات المرجوّة منه، وفي توطيد العلاقة بينه وبين المُتلقّي.

8- برزت الصُّورة البلاغيّة في الدّيوان في أشكالٍ مُتعدّدة: التّشبيه والاستعارة والكناية والتّعريض وقد اعتمد عليها الشّاعر في بناء خطابه الشِّعري، وإنتاج الدّلالات، وأبدَعَ في بناء هذه الصُّور بما يتماشى مع حالته النفسية والمُعاناة الدّاخلية التي يشعُر بها، فكانت خيرَ وسيلةٍ للإفصاح عن دواخله وانفعالاته التي تعجزُ اللُّغة العاديّة عن الإيفاء بها، كما اتّسمت صُوره سواء التّشبيهية أم الاستعارية أم الكنائيّة بالجِدّة والابتكار، وكان لأسلوب التّعريض فاعليّةٌ واضحة، تمكّن بواسطته من تقريع المُحتلِّ من جهة، والأُمّة العربيّة المُتخاذلة من جهة أُخرى.

9- وظّف الشّاعر مجموعةً من الشّخصيات التُّراثية والحديثة، استمدّها من الحقل الدّيني والأدبي والتّاريخي، واستطاع من خلالها أن يُقيم تواصُلاً بين الماضي والحاضر، وتمكّن من عَرض تجربته بصورة فنيّة فريدة.

10- ارتكز الشّاعرُ في بناء قصائده على تشكيلاتْ إيقاعية متنوعة، تتمثّل في البحور الصّافية والبحور الممزوجة والمزج بين البحور.

11- كان للقافية دورٌ مُهمٌّ في بناء الإيقاع الخارجي للقصائد، وقد تنوّعت هي والرّوي، فجاءت في أنماطٍ وصُورٍ عديدة، تتجاوب مع الغاية التّعبيريّة موسيقيّاً ودلاليّاً.

12- أدّت الموسيقا الدّاخلية دوراً بارزاً في توفير النُّغمة الموسيقية المُنسجمة مع روح الشّاعر وانفعالاته وعواطفه، وقد اعتمد الشّاعر على مجموعة من التقنيات والأساليب في بنائها، منها: التّكرار، والتّعانُق والتّجنيس.

التَّوصيــــــــــات:

      توصَّلتُ في ضَوْء النّتائج التي أسفرت عنها الدّراسة، ومن خلال الغوص في الدّيوان، والاطّلاع على ما توفَّر لي من كُتب الشّاعر عزّ الدّين المناصرة النّقديّة والأدبيّة، إلى مجموعة من التّوصيات والمُقترحات التي تخدُم المُهتمّين بمجال الأدب والنّقد، والتي يُمكن لها أن تكون حقلاً خَصباً للبحوث النّقديّة والدّراسات المُطوَّلة:

1- التوسُّع في دراسة اللُّغة المحكيّة والدّارجة، واللُّغة الشّعبية، في شعر عزّ الدّين المناصرة كاملاً.

2- بدا أنّ الشّاعر لديه اهتمامٌ كبيرٌ بالشّخصيات التُّراثيّة -باختلاف مُستوياتها وأنواعها- وأنّه يتمتَّعُ بمقدرة فريدة على استدعائها وتوظيفها وَفق تقنيات مُختلفة داخل قصائده؛ لذلك يُمكن تخصيص دراسة باستدعاء الشّخصيات وطُرق توظيفها في أعمال الشّاعر الكاملة.

3- دراسة عِزّ الدّين المناصرة ناقداً أدبيّاً.

4- توجيه العناية إلى المنهج الأسلوبي في مجال الدّراسات النّقديّة، لما لهُ من قُدرة فريدة في استكناه النّصوص والظّواهر الفنّية، بالإضافة إلى استغلاله لأصول الدَّرس البلاغي العربيّ، واعتماده على كثيرٍ مِنَ المفاهيم البلاغيّة العربيّة.

وبعد عرض أهم التوصيات الناتجة عن الدراسة نتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار في المجتمع الأدبي الفلسطيني والعربي.

وفي نهاية المناقشة وبعد المداولة بين المشرفين، أعلن د. أسامة عزت أبو سلطان، بصفته رئيساً ومشرفاً، حصول الباحث أحمد كمال حسني عبد اللطيف  على درجة الماجستير في كلية الآداب قسم اللغة العربية   بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وسط موجة من الفرح والتهاني من قبل الأهل والأصدقاء والإعلاميين والمثقفين الفلسطينيين.

تأتي الرسالة في إطار المسؤولية الأدبية التي يحملها أبناء شعبنا الفلسطيني تجاه فلسطينيتنا وعروبتنا نحو تفعيل الماكينة الأدبية  وتكثيف الوعي العربي تجاه فلسفة وفن الكتابة الإبداعية التي تتناغم مع أحلام شعبنا الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com