تقدير موقف: أزمات تعيشها بعض من فصائل القطاع في ظل الأزمة الإيرانية

معتز خليل – باحث سياسي مقيم في لندن

تابعت المهرجان الاستعراضي الذي نظمته حركة المقاومة الإسلامية حماس أخيرًا في الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسها، وبات ملحوظًا إن مقاتلي حركة حماس يستغلون وعن كثب شعبية تنظيم “عرين الأسود” وارتدوا عصابات على الرأس لكسب ثقة المشاركين.

ورفع المشاركون في العرض الذي جاب شوارع بمدينة غزة أعلام الحركة الخضراء إلى جانب الأعلام الفلسطينية، وصورا لعدد من شهداء الضفة الغربية ذُيّلت باسم “عرين الأسود”.

وفي هذا الصدد قالت بعض من منصات التواصل الاجتماعي إن هناك خشية في حركة حماس من عدم وجود الكثير من المشاركين في عرضها الرئيسي ، في ظل الكثير من الأزمات التي تعيشها غزة هذه الأثناء.

من ناحية أخرى بات من الواضح تعاظم التحديات التي تعيشها حركة حماس وبعض من فصائل المقاومة، حيث نشرت بعض الصحف الفلسطينية أمس الأحد تقارير تشير إلى أن بعض من الفصائل النشطة بقطاع غزة والتي تعتمد وبشكل رئيسي على تمويلها من إيران تعصف بها أزمة مالية قوية، وهي الأزمة التي لم تهدأ منذ قرابة الثلاثة شهور حتى الآن.

ونقلت هذه التقارير عن قيادات في الفصائل إلى أن وقف ضخ الأموال من إيران إليها أتى لأسباب غير معروفة بالمرة ولكنها يمكن أن تكون مرتبطة بما يجري من أحداث داخلية في إيران .

 

ما الذي يجري؟

مساء أمس نقلت صحف فلسطينية عن قيادات في الفصائل قولها إن إيران توقفت عن ضخ الأموال إليها، وبات من الواضح دقة هذه الأزمة خاصة وأن هذه الأموال تدخل في :

1-       صرف رواتب قيادات هذه الفصائل.

2-       صرف رواتب عناصر هذه الفصائل

3-       تشغيل الموازنات العامة المالية التشغيلية لمختلف الأنشطة.

تحليل مضمون بعض من منصات التواصل الاجتماعي المعنية بهذه النقطة أشار إلى أن هذه الأزمة ممتدة من داخل وخارج فلسطين، وطالت هذه الأزمة أيضًا مؤسسات الفصائل في الخارج كما في الداخل أيضا.

ويشير هذا التحليل أيضًا إلى أن هناك عجزًا واضحًا في توفير الموازنات التشغيلية حتى بالحد الأدنى لتلبية احتياجات تلك المؤسسات ومنها الإعلامية.

توقعات اقتصادية

وفي ضوء هذه الأزمة بات من الواضح أن عدد من المؤسسات التابعة لبعض من الفصائل يمكن أن تتوقف عن العمل بسبب عدم قدرتها حتى على دفع فواتير الكهرباء وفقدنها أيضا لبدائل الكهرباء أيضًا.

ومن المتوقع أن تستمر هذه الأزمات التي تعيشها الفصائل الفلسطينية لفترة طويلة خاصة مع التوقعات باستمرار الأزمات السياسية والإستراتيجية الناجمة عن توتر الأوضاع في إيران .

غير آن ما يجري له، أن صح، له كثير من الدلالات خاصة السياسية لعل أبرزها:

1-       أن الدولة الإيرانية تسعى وبجد إلى تقليل النفقات أو الالتزامات الخارجية المفروضة عليها لعدة أسباب :

أ – تتعرض إيران بالفعل لأزمات كبيرة على الصعيد الاقتصادي مع تفاقم أزمة تصديرها للنفط مع جمود المباحثات مع القوى الدولية بشأن الاتفاق النووي، وهو ما يدفعها لتوفير جميع مكاسبها للداخل بدلا من تصديره للخارج أو دعم أي قوة إقليمية به.

ب- الكثير من القوى الثورية الإيرانية رفعت أكثر من مرة شعار التوقف عن تصدير الأموال أو إرسالها للخارج ، والأفضل هو دعم الدولة اقتصاديا ، ويبدو أن المؤسسة الإيرانية سعت لإرسال هذه الرسالة إلى الثوار بهذه الدولة متعددة المعسكرات والمصالح الجيوسياسية.

2-       من الواضح أن الدولة الإيرانية تعي تماما دقة الموقف والوضع السياسي على كافة الأصعدة ، ومنها استمرار المظاهرات وعدم توقفها قريبا، وهو ما يعني تواصل هذه الأزمة لفترة تحتاج فيها إيران إلى الدعم المادي بقوة.

3-       هناك حديث وتأكيدات دولية من أن إيران تساعد روسيا بطائرات مسيرة في حربها ضد أوكرانيا، وهو حديث دعمته بعض من القوى الدولية الكبرى بالدلائل ، ويبدو أن إيران تسعى حاليا لمساعدة روسيا لتحقيق بعض من المكاسب الإستراتيجية في الحرب الأوكرانية على صعيد الطاقة تحديدا في ظل الأزمات التي يعيشها العالم.

تقديرات إستراتيجية

بات من الواضح  إن ما يمكن وصفه بالمخاطر الإستراتيجية التي تتعرض لها بعض من الفصائل والمتعلقة بتلقيها للدعم من الخارج باتت محدقة، خاصة في ظل الأزمات التي يعيشها العالم بداية من تأثر العالم بأزمة كورونا وتداعيات الحرب الأوكرانية، الأمر الذي يزيد من حدة هذه الأزمة اقتصاديًا وتداعياتها المختلفة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com