الذكرى الثالثة لتأسيس منتدى القوميين العربز.. بقلم المحامي/ علي ابو حبلة

ونحن نحتفل في الذكرى الثالثة لتأسيس منتدى القوميين العرب نطالب النخب السياسية والمفكرين والأدباء والمثقفين العرب المنتشرين على مساحة الوطن العربي الكبير ودول العالم أن يكون لهم دورا في استنهاض ألامه العربية ،
في الذكرى الثالثة للتأسيس يسرنا أن نعلمكم عن انطلاق منبركم الإعلامي الذي ينطق باسم كل العروبيون صحيفة صوت العروبة ” وهي صحيفة الكترونية يوميه سياسيه واقتصاديه واجتماعيه وثقافيه ، هي منبر جميع الكتاب العرب القوميين بمختلف تخصصاتهم ، وفي هذا لا بد وان نذكر بكل الاحترام والتقدير جهود الدكتور حسين ال سردار أمين عام المنتدى ومنسق عام المنتدى الدكتور كفاح كاتو والشكر موصول لكل من ساهم في توفير التمويل لإخراج هذا المنبر الإعلامي الحر لحيز الوجود ، ولا بد أن نذكر بجهود الدكتور سالم سريه مساعد الأمين العام وجهوده التي بذلها لولادة هذا المنبر الإعلامي. والشكر موصول لكل القائمين على هذه المؤسسة الاعلاميه الذين يواصلون الليل بالنهار لإيصال المعلومة والتحليل والخبر للمتابعين والقراء ، وبفضل كل الجهود التي تبذل يكتسب المنتدى اليوم اهتمام المواطن العربي ويستقطب مفكريه وأدبائه ومثقفيه ونخب سياسيه التي ترى في العمل الوحدوي طريق لبناء الوحدة العربية وانتصار على الفرقة التي تعم أقطارنا العربية وتعول اهتمامها بتقدم ورفعة منتدى القوميين العرب وهو كيان عربي وحدوي مستقل لا يتبع أي حزب سياسي وغير متفرع عن أي حزب سياسي وهو بمثابة جبهة وطنيه عربيه ينضوي تحت لوائه كل من يؤمن بالوحدة العربية .
إن التغيرات الدولية والاقليميه وتغير موازين القوى الدولية وتداعياتها تدفع القائمين على منتدى القوميين العرب إلى ضرورة إعادة صياغة منهج قومي عربي يحفظ للامه العربية كينونتها ووحدتها والحفاظ على مقدراتها وثرواتها واستقلالها الاقتصادي من منظور تكامل اقتصادي يقود ، لرسم مشروع عربي مقاوم؛ يُخرج هذه الأمة من فلك التبعية للمعسكر الرأسمالي وصياغة مشروع نهضوي خاص بها؛ يعيد بناء علاقات إنتاجية ذات صبغة عربية مستقلة البنية الإنتاجية القائمة واستغلالها نحو بناء بنية عربيه اقتصادية تقود للتكامل الاقتصادي والسوق العربي المشترك ؛ تزيل التشوه البنيوي وتصيغ العلاقات الإنتاجية بطرق ووسائل ثورية؛ تضعها سياسيًا ضمن دائرة الاستقلال وإلغاء التبعية.
إننا في منتدى القوميين العرب في عامه الثالث نولي اهتمامنا لكافة التغيرات الدولية والاقليميه والعربية ؛ ضمن رؤية منهجية بإطارها التاريخي ، مع التأكيد على اختلاف كل تجربة عن الأخرى؛ من حيث المنطلقات والأهداف. ولإغناء البحث في هذا التوجه نناشد كل الغيورين والشرفاء من أبناء أمتنا العربية للمساهمة الفاعلة من اجل صياغة مشروع قومي عربي مقاوم، حتى لا نظل نحصد الشوك في ظل عالم يطحن الضعفاء ويستغلهم حتى النخاع، ويلقي بالجماهير المسحوقة في بحر الاستغلال والاستلاب ونهب مقدرات ألامه بكافة أشكال الاستعمار الكولونيالي المباشر أو عبر ربطه بالقوى الاستعمارية .
هذه التغيرات الدولية والاقليمية تفتح الباب من جديد لدى المواطن العربي وخاصة الكتاب والمحللين السياسيين والمثقفين منهم إلى إعادة طرح فكرة الوحدة العربية وصياغة مشروع عربي نهضوي؛ يعيد بناء أسس الوحدة العربية ضمن رؤية واضحة وأسس بنيوية إنتاجية تؤسس لاقتصاد قوي غير مشوه؛ مستفيدين من مقدرات أمتنا ومحققين حلم جماهيرها الذي كاد أن يتلاشى أمام فشل تجارب الوحدة التي خاضها العديد من القادة العرب؛ كان أبرزها تجربة عام 1958 هذه التجربة رغم قصر عمرها إلا أنها ظلت تعيش في عقل ووجدان جماهير الأمة العربية المتعطشة للحرية والاستقلال والوحدة.
لم يقدر لهذه الأمة أن تستنشق هواء الحرية والاستقلال الحقيقيين منذ عشرات السنين، فقد رزحت هذه البلاد تحت الحكم العثماني والبريطاني والفرنسي وفي عصرنا الحاضر يتهددنا خطر التمدد الصهيوني الأمريكي عبر ما بات يعرف بالشرق الأوسط الجديد ومفتاحه الهرولة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي الغاصب ضمن ما بات يعرف اتفاقات أبراهام .
فترات مرت على امتنا العربية ظهرت حركات تحررية نادت بالقومية العربية وضرورة تفعيل دور القوى العربية الحية وانطلقت عدة حركات بدءًا من الحجاز، حيث أعلن الشريف الحسين بن علي “الثورة العربية الكبرى” عام ١٩١٦، وقاد الملك فيصل جيشًا انطلق باتجاه دمشق عبر الساحل الفلسطيني ليلتقي بجيش اللنبي الذي تجاوز العقبة باتجاه دمشق، ولم يتمكن الملك فيصل من إقامة حكمه في سوريا؛ بسبب معارضة الفرنسيين له، فاتجه نحو العراق وأقام مملكته، هناك ليسدل الستارة على حكم الأتراك للبلاد العربية عام ١٩١٨.
حاول الشريف حسين بن علي إقامة دولة عربية واحدة تحت مسمى الدولة العربية المتحدة، لكن قوى الاستعمار البريطاني والفرنسي التي دعمت حركته للتخلص من الاحتلال العثماني للوطن العربي، لم يكن لتسمح بوحدة عربية أن تقام في أرجاء هذا الوطن، فتم الإعلان عن دويلات عربية مقسمة وممزقة (كما حددتها اتفاقية سيكس بيكو) وضعت تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي ليخلق الاستعمار الكولنيالي المباشر؛ واقعًا جديدًا قائمًا على خلق دويلات ضعيفة وتابعة؛ مستبدلًا حكم ألخلافه الاسلاميه بالاحتلال ين الفرنسي والبريطاني ليبدأ العمل من جديد ضد الاستعمار البريطاني والفرنسي. وها نحن نواجه المخطط الصهيو أمريكي باغتصاب فلسطين والهيمنة الغربية على مقدرات ألامه العربية وهذا كله امتداد للاستعمار البريطاني والفرنسي
إن منتدى القوميين العرب برموزه القائمين عليه والمنضوين تحت لوائه وهم يربطون أحداث ومراحل تاريخية بقصد الربط التاريخي بين حركة التحرر العربي المعاصرة، وبين عمقها التاريخي، فأنهم عبر منتدى القوميين العرب في عامه الثالث يسعون لبث الوعي القومي العربي ليكون منطلقا رافعا لكل آمال وطموحات المواطن العربي لتحقيق وحدة ألامه العربية ومواجهة كل المخططات وداعما للحقوق الوطنية العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وكل القضايا العربية لاسترداد ما اغتصب منها ومواجهة خطر التمدد الإيراني والتركي ورفض كل أشكال التدخل في شؤون امتنا العربية وعهدا أن نبقى المخلصين والأوفياء لمبادئنا ومنطلق توجهنا العربي وان نستمر في الجهد والعمل من اجل إحياء تراثنا القومي والنهضوي والتعبوي لتحقيق اهدافنا في التحرر والوحدة والنهضة .
المحامي علي ابو حبلة
تحريرا في 27 / 3/ 2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com