الزوجه الصالحه كالخيمه ذات الاوتاد الراسخه

_______
بقلم
د.سيد حسن السيد
الخبير الدولي للاتيكيت
واداب السلوك الاسلامي
_______
اذا كان الله جل شأنه وعلاه قال فى كتابه العزيز: ” والجبال اوتادا”
حيث انه سبحانه قد خلق الجبال وجعلها سببا لتماسك الارض واستقرارها والحفاظ علي اتزانها ومنعها من الميلان وتلك الجبال شأنها شأن الاوتاد القويه الراسخه التي يتم بواسطتها تثبيت الأشياء كالخيام التى يتم تثبيتها على الارض حتي تظل راسخه وقويه فلاتقتلعها الرياح والعواصف ويكون مصيرها الضياع ومن هنا جاءت الحكمه الإلهية بوصف الجبال بالاوتاد .ولما كانت الزوجه تمثل الكيان الاساسي في بناء الاسره وتعتبر السبب الرئيسى لتماسكها وترابطها او ضعفها وتفككها فإن الزوجه الصالحه بقوه ايمانها وبذكائها الفطري وبقدر تحملها بصبر وجلد واحتواء مع دفء امومتها بحب وحنان وعطاء فياض فهى تعد كالخيمه ذات الاوتاد الضاربه بجذورها في الارض تلك الخيمه هي التي يهرع إليها أفراد الاسره لتحتويهم ويحتمي تحت ظلها جميع أفراد العائله لتحميهم وتحافظ عليهم من الضياع حيث أن الأم الصالحه في العائله هي التي تجمع وتضم حولها الأبناء و الاحفاد كي لايتفرقوا ويتشتتوا حتي لايتعرض عقد تلك العائله للانفراط فتختل منظومه القيم والمبادئ الاخلاقيه و يهتز مفهوم الوالديه ويتصدع مصطلح التربيه وذلك كثيرا مايحدث عندما يساء اختيارالزوجه وينهار الكيان الأسري
وعن صفات المرأه الصالحه
قال تعالي:” فالصالحات قانتات حافظات للغيب بماحفظ الله”
وقال رسول الله( صلي الله عليه وسلم):” الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرإه الصالحه”
ومن مظاهر صلاح المرأه كراعيه لاسرتها انها تجعل أسرتها من أهم أولوياتها بتحملها لمسئولياتها دون إهمال او تقصير مع تقدسيها للحياه الزوجيه باطاعه زوجها ومعاملته بكل تقديرواحترام وان تفرح لفرحه وتحزن لحزنه كنوع من المشاركه الوجدانيه له في السراء والضراء و في وقت المحن والازمات كما انها لا تكفر بالعشير معه ولا تشكو او تكل اوتمل او تتخلي عنه لاتفه الاسباب كما ان الزوجه الصالحه هي التي ترفع من شأن زوجها امام الغير وتحفظ سره وغيبته وماله ولاتكشف ستره وتعامل اهله بكل موده ومحبه لإرضاءه كما أنها هي التي تقف بجانبه و تشاركه في تحمل مسئوليات الحيأه بكل صبر وجلد وفي اتخاذ القرارات المصيريه الهامه في حياتهما كما ان الزوجه الصالحه هي الداعمه لزوجها بتقبلها لعيوبه والتماسها لاعذاره وعدم تصيد أخطاؤه وهي التي تركز علي ايجابياته لاسلبياته وتشجعه علي تحقيق أحلامه وطموحاته مع احترامها لخصوصياته دون إفشاؤها لاسراره.
حقا ان وراء كل رجل عظيم امرأه عظيمه صالحه
واذا كانت الجبال سببا لتماسك الارض فأن الزوجه الصالحه سر
تماسك الاسره
ومن مظاهر صلاح المرأه كأم قيامها
برعايه أبناؤها علي اكمل وجه من حيث الاهتمام والعنايه بتربيتهم وتنشئتهم دون الانشغال عنهم اوالتقصير في حقهم أو عدم تواصلها معهم و متابعتهم كما يجب علي الأم دائما ان تظهر حبها الشديد لابناؤها بأن تشعرهم بعطفها المتدفق وحنانها المنهمر وعطاؤها الفياض قولا وفعلا وسلوكا لإشباع حاجاتهم الفسيولوجية والاجتماعيه والنفسية ومن أهم واجبات الام الصالحه تعويد أبناؤها علي الانضباط السلوكي بتنشئتهم التنشئه السويه السليمه النابعه من تعاليم الدين الحنيف التي تحض علي ضروره التمسك بالمبادئ والقيم الاخلاقيه وذلك لإشباع حاجتهم الروحيه تقربا الي الله امتثالا لأوامره ونواهيه و ابتغاءا لمرضاته وتلك هي الأم الصالحه التي تستحق أن تكون الام المثاليه
حقا ان( الام مدرسه اذا اعددتها أعدت شعبا طيب الاعراق)
وهى ايضا صانعه للأجيال الصاعده
ومفرخه للأبطال والعظماء فى شتى
المجالات .
اذا كانت الزوجه الصالحه هي خير
متاع الدنيا وقره اعين الازواج و النعمه المهداه التي يهبها الله للازواج حتي يشعرون بالسعاده الزوجيه و ينعمون بالاستقرار الاسري في جو
يسوده السكينه والوئام .
وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم): ” خير مايكنز المرء المرأه الصالحه اذا نظر إليها سرته واذا امرها اطاعته واذا غاب عنها
حفظته ”
فأن غايه ماتتمناه كل زوجه صالحه في حياتها ان تنال من زوجها المعامله الطيبه والتقدير والاحترام والمعاشره بالمعروف ومن ابناؤها البر والإحسان والتوقير والتكريم اعترافا بفضلهاوردا لجميلها علي ما قدمته وتقدمه من تضحيات لهم
ثم بعد رحيلها تجد من يتوجهون بالدعاء لها والترحم عليها والتصدق علي روحها حتي لا تنقطع اعمالها
اما في الاخره فثوابها عند الله كبير وماواها الجنه ونعم المصير
واذا كانت المرأه قد عاشت تحت مظله الاديان تدافع عن حقوقها التى
منحها الله لها وواصلت مسيرتها الطويله نحو حريتها واذا كان فى عصرنا الحالى قد ارتفعت اصوات بعض الحقوقيات اللاتى تطالبن بحقوق المرأه تاثرا بما يحدث فى
الغرب الذى قد انتزعت فيه قوامه الرجل
فأن الإسلام بتعاليمه السمحاء قد ساوى بين المرأه والرجل فى الحقوق والواجبات بمنحها حق التعليم والعمل والزواج والتملك والميراث والتصرف والبيع والشراء والتجاره والمثول
امام القضاء لابداء الشهاده كما أن الإسلام قد منح المراه حريه التعبير عن الرأى و حقها فى مشاركه الرجل فى الحياه السياسيه ولكن دون المساس بقوامه الرجل على المرأه وذلك من اجل صيانه المراه واحترامها والمحافظة على كرامتها سواء كانت هذه المرأه ( أما او اختا او زوجه او ابنه) عملا بقول الله
تعالى :” الرجال قوامون على النساء”
حيث أن الرجل هو المكلف بالحماية
والرعاية والانفاق على المرأه وقضاء مصالحها بقدر الاستطاعه دون تسلط أو قهر أو تحكم واستبداد وتلك هى
شروط تحقق القوامه للزوج الصالح
كما أن الزوجه الصالحه كالخيمه ذات
الاوتاد الراسخه