خلال اقتراح حجب الثقة.. عايدة توما-سليمان: اعدكم لن نختفي من الخارطة السياسية
"تسعى الحكومة لإحكام قبضتها على الحكم وتحويل إسرائيل بشكل رسمي إلى نظام ديكتاتوري"
القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ قدمت النائبة عايدة توما سليمان، عن كتلة الجبهة والعربية للتغيير، اليوم الاثنين، في الهيئة العامة للكنيست، مقترحًا لحجب الثقة عن الحكومة، بعد سنة دموية من الحرب الاجرامية على غزة وحرب الجريمة المتفشية في المجتمع العربي، وفي ظل سلسلة تشريعات اقصائية عنصرية ضد المجتمع العربي. وأكدت توما–سليمان: “نرفض أن نقصى أو يتم إسكاتنا“.
قالت توما–سليمان: “الدولة بأكملها تعج وتضج إثر إعلان وزير العدل عن نيته المضي قدمًا في تشريعات تغيير النظام القضائي. أنا أفهم تمامًا مشاعر القلق لدى كل من يشعر بالتهديد جراء الهجوم على المحكمة العليا، بسبب تضييق الهوامش الديمقراطية والإخلال بالتوازن بين السلطات في الدولة. وأنا أيضًا على قناعة بأنه يجب الوقوف ضد أي خطوة من هذا النوع“.
وأكدت توما–سليمان: “الحقيقة أن هذا الائتلاف لم يتوقف للحظة عن الانشغال بسياسة البقاء العدوانية عبر التغيير القضائي. وتواصل حكومة اليمين على نحو ممنهج عملية تقويض الأسس المتبقية للديمقراطية من خلال دفع تشريعات عديدة، هدفها سحق الحقوق وإعادة صياغة قواعد اللعبة بشكل أحادي يعزز سيطرة الائتلاف الحالي على الحكم.”
وأشارت توما–سليمان: “رئيس الحكومة يكرر منذ شهور أنه سيغير الشرق الأوسط، ولا شك أن يده وحكومته امتدت لتطال كل زاوية في المنطقة ولعبت دورًا في كل ما يجري فيها. ولكن ما يتعمد عدم الحديث عنه هو كيف أنه وحكومته يغيران النظام والدولة بأساليب قمعية. كيف أن حكومة نتنياهو لا تستثمر حتى دقائق قليلة في التفكير بتأثير ذلك على مستقبل المواطنين، اليهود والعرب على حد سواء، بل الأولوية لديهم هي البقاء والبقاء حتى تنفيذ كل المخططات“.
وأشارت توما سليمان أن الانقلاب على السلطة يتضمن مئة قانون حتى الأن والتي لم يبدأ الائتلاف بتشريعها فقط بعد تصريحات لفين قبل يومين بل أن الحكومة دعمتها وتدعمها منذ بداية الحرب . 18 اقتراح قانون للانقلاب القضائي , 12 للسيطرة الدينية 10 لضرب الاعلام و 9 لتسييس القطاع العام 8 للنيل من الاكاديميا والطلاب و 39 للنيل من حقوق الانسان والمواطن .
وحول تأثير هذه التشريعات على المجتمع العربي، قالت توما–سليمان: “هنالك اقتراحات تحت البحث الان لتغيير قوانين الانتخابات تهدف إلى تقليص مشاركة المجتمع العربي وزيادة فرصة فوز اليمين بالانتخابات حتى قبل أن تبدأ. نتنياهو يرغب في تأمين ولاية إضافية لحكومة يمينية بالكامل. وللقيام بذلك، يحتاج إلى إخراج العرب من معادلة الانتخابات“. وأشارت أن هذه القوانين التي يتم تقديمها بحجة “محاربة الإرهاب” تمثل ذريعة لإخراج العرب من الساحة السياسية.
ذكرت توما–سليمان أنه في عام 2014، تم رفع نسبة الحسم الانتخابية في إسرائيل. حيث الهدف كان رفعها إلى مستوى أعلى من قوة أكبر حزب يمثل المجتمع العربي. وقالت: “أرادوا إسقاطنا ومحونا من الخريطة السياسية. ولكن ما الذي حدث؟ عدنا أقوى. وأقول لكم، إذا كان أحد يظن أنه سيضمن استمرار حكم اليمين الفاشي في هذه الدولة عبر إسقاطنا من الساحة السياسية، فأنا أعدكم – نحن لن نذهب إلى أي مكان. لن نختفي، لا من هذه البلاد ولا من التمثيل السياسي. سنواصل إسماع صوتنا.”
واختتمت توما–سليمان: “أقول لكل من خرج قبل السابع من أكتوبر للدفاع عن الديمقراطية، لم تتمكنوا من إدراك أن الديكتاتورية لا تقف عند الخط الاخضر. عندما توجد ديكتاتورية احتلال وقمع خلف الخط الاخضر ، فإنها ستتسلل إلى داخل الدولة. وستهيمن إذا لم يحاربها أحد“. وأكدت: “الديمقراطية ليست فقط لليهود، بل هي بالأساس لحماية الأقليات، سواء داخل الأغلبية اليهودية أو الأقلية العربية الفلسطينية. وأضافت توما سليمان ان حرية التعبير تعقاس بمدى تحمل والسماح باسماع أراء ومقولات لا تتناسق والرأي العام المهيمن حتى لو كانت المقولات مثيرة للغضب ونحن أقلية قومية وسياسية في هذه الدولة. لذلك، يجب حجب الثقة عن هذه الحكومة.”
وسقط المقترح بعد أن تم تأييده من قبل 42 نائب، بينما للمصادقة على حجب الثقة عن الحكومة يجب تأييد المقترح من قبل 61 نائب على الأقل.