بطريرك القدس للاتين في زيارة تضامنية ثانية ومعايدة الى رعية اللاتين في غزة بمناسبة عيد الميلاد المجيد
القدس-من ابو انطون سنيورة- عقد الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، مع الأب إبراهيم نينو، مدير مكتب الإعلام، ومنسق الصحافة المحلية والدولية فريد جبران، مؤتمرا صحفيا في ديوان بطريركية اللاتين حول زيارته الراعوية من تضامن ومعايدة إلى سكان غزة عامة ورعية اللاتين خاصة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديدة حيث تراس قداسا بهذه المناسبة.
بداء جبران وقائع المؤتمر بايجاز الحضور بآلية الاستماع إلى كلمة الكاردينال بيتسابالا والأسئلة لاحقا.
قال الكاردينال بيتسابالا في مستهل حديثه ” انني دخلت مع الاب دافيدي مالي إلى غزة هذا الأسبوع للمرة الثانية بعد زيارني الاخير في شهر ايار الماضي من اجل التضامن مع سكان غزة ومعايدة رعية اللاتين في كنيسة العائلة المقدسة في غزة.بمناسبة عيد الملاد المجيد، نعم إنها نعمة كبيرة أن أكون مع رعيتي من المسيحيين الفلسطينيين الذين يعانون الحرب والدمار، ورغم رحلتي كانت محفوفة بالمخاطر لكن حملت معي أمل بحياة جديدة، وتفاجئت جداً بأنهم هم :رغم الالم والمعانة إلا إن قوة ايمانهم ممزوجة بابتسامتهم الطيبة أثرت فيّ وفي حياتي وطلبت متحدا بصلاتي مع المؤمنين حاثا اياهم على رجاء الصمود في وجه الصعوبات.”
واضاف “كنت أرى في عيونهم الأمل والرجاء، كانوا يقولون لي: “سنبقى هنا، بما أن الكنيسة بقيت معنا، فنحن معها لن نخاف” لقد تأثرت كثيراً بمواقفهم وإيمانهم. وكانت احدى مطالبهم فرصة التعليم لابنائهم واعادة افتتاح مدرسة بطريركية اللاتين في غزة ، حيث اغلقت المدارس ومنها دمر بسبب الحرب على غزة، حيث اصبح الطلاب بدون تعليم مما اثر عليهم معنويا ونفسيا، وطلب مني الاتمام والمبادرة لاعادة افتتاح المدرسة لاجل مصلحة الطلاب.”
واضاف ايضا “ لقد قمت بجولة راعوية للاطمئنان على حال الرعايا المسيحيين في غزة. وكذلك قمت بجولة تفقدية للمبادرات الانسانية التي تنظمها البطريركية وجمعية فرسان مالطا ، حيث استعرضت تقدم توزيع المساعدات العينية على المؤمنين. وقال إن استمرار حالة الدمار التي شاهدتها لا تصدق حيث تدمير البيوت والمباني اصبح اكثر من قبل، والأحوال المعيشية السيئة التي تحيط بها، كقلة المياه والكهرباء وانعدام الأمن.وعدم وجود الصرف الصحي بسبب تدمير الجيش الاسرائيلي البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، مما يساهم في انتشار الامراض والاوبئة بين السكان. فصوت القصف متكرر وتشعر به بكل لحظة. وعلى الرغم من ذلك، كنت أراهم متكاتفين العائلات المسيحية والمسلمة التي التجئت الى الدير هروبا من القصف الاسرائيلي، حيث عملوا على تنظيم حياتهم الداخلية في الدير، قاموا بتنظيم استخدامهم للكهرباء والماء والطعام حتى لا ينقصهم شيء.”
واضاف “زرت كنيسة الروم الارثوذكس في غزة، . حيث كان في استقبالي النائب البطريركي للروم الارثوذكس المطران ألكسيوس رئيس اساقفة طبريا وكاهن الرعية ، شرح لي فيها عن الأوضاع اليومية التي يعيشونها المسيحيون في مجمع الكنيسة، ورغبتهم في وقف الحرب واحلال السلام.”
كما قمت بزيارة إلى مقبرة رعية اللاتين، حيث باركت قبور الموتى المؤمنين وخاصة الشهيدتين ناهدة وسمر انطون اللتين استشهدتا على يدي قناص اسرائيلي في محيط الدير.
كما وطلبت منهم وبقوة الروح القدس، أن يبقوا شعلة الأمل في قلوبهم وحياتهم مضاءة في فترة عيد الميلاد المجيد ، وبأننا كنيسة لن نتخلى عنهم وسنكون من أوائل الأشخاص الذي يهبون لمساعدتهم في إعمار غزة ومساعدة الناس فيها لينالوا حياة كريمة.”
وفي رد على سؤال عن تقرير قناة 13 الاسرائيلية حول رغبة بعض اليهود المتطرفين بقتل المسيحيين في الارض المقدسة، قال الكاردينال” انه يوجه رسالة الى القيادة السياسية والروحية لاسرائيل بان ينتبهوا الى هذا الامر وان ينشروا بذور السلام بين الاديان في الارض المقدسة للتعايش المشترك في امن وسلام”.
ماذا يسعني القول أيضاً: أريد أن أوجه رسالة واضحة إلى أصحاب القرار. ان يحمل هذا الميلاد أملا جديدا لنهاية المعاناة المستمرة في غزة والمنطقة بأسرها وان يكف القتل ،وان تنتهي الحرب بشتى الطرق، وفتح المجال للمساعدات المتنوعة لتجنب الكوارث الإنسانية التي باتت وشيكة، ليكون بداية لمستقبل إشراقا وسلاما للجميع بدل الدمار والهدم والشوارع المدمرة . آملا أن تنتهي هذه المعاناة سريعا”.