نشر خريطة إسرائيل التوسعية والتنديد العربي!.. د/ كاظم ناصر

نشر حساب ” إسرائيل بالعربية ” التابع لوزارة خارجية دولة الاحتلال على منصة ” إكس ” خريطة ما يسمى بحدود إسرائيل تضمنت أجزاء من الأردن ولبنان وسوريا؛ أطماع الصهاينة في الوطن العربي وإقامة دولتهم الكبرى ما بين نهري النيل والفرات واضحة جلية ولا تحتاج الى ذكاء لتأكيد معرفتها وإمكانية تحقيقها. فالحركة الصهيونية خططت ونجحت في إقامة دولة الاحتلال عام 1948، أي في أقل من نصف قرن.
 ونجحت الدولة الصهيونية في هزيمة الجيوش العربية واحتلال ما تبقى من فلسطين والجولان وسيناء عام 1967، أي بعد مرور تسعة عشر عاما على إنشائها، وصمدت في حرب عام 1973، واجتاحت جنوب لبنان وبيروت عام 1982، وساهمت في تدمير الجيش العراقي، ودمرت غزة وقتلت وجرحت ما يزيد عن 150000 فلسطيني، ووجهت ضربات موجعة لحزب الله، وشنت هجمات على اليمن أكثر من مرة بالطائرات، وأخيرا وليس آخرا دمرت كل ما بناه الجيش السوري من قواعد ومطارات ومراكز صناعية وذخيرة وصواريخ منذ تأسيسه، واحتلت المنطقة المنزوعة السلاح مع سوريا وجبل الشيخ، ودربت وجندت شعبها وزودتهم بالسلاح، وبنت مئات المدن الحديثة على الأرض الفلسطينية المسروقة وزرعت فيها مئات آلاف المستوطنين في الضفة العربية والقدس، ونجحت في التصنيع والاقتصاد وأصبحت دولة متقدمة مزدهرة تصدر أسلحة وتقنية متطورة لعدد من دول العالم!
هل بإمكاننا نحن العرب أن ننكر هذا النجاح الذي حققته دولة الاحتلال خلال ال 77 عاما الماضية؟ وما الذي فعلناه لنصرة فلسطين وحماية أقطارنا وشعوبنا من هذا الخطر الداهم؟ هي خلقت شعبا من المقاتلين والأنظمة العربية خلقت شعوبا من المضطهدين المستسلمين المحبطين البائسين!
والمضحك المبكي هو إدمان القادة العرب على الادلاء بتصريحات جوفاء تدل على العجز والغباء والانهزام والاستسلام؛ فبعد نشر الخريطة التي تؤكد أطماع الصهاينة في الأردن ولبنان وسوريا، أصدرت الدول العربية بيانات التنديد والوعيد المكررة الكاذبة، وكان في مقدمة المنددين قادة دول التطبيع والأمين العام لجامعة الدول العربية التي يبدو أنها في حالة موت سريري ولا علاقة لها بما يجري من قتل ودمار في فلسطين واليمن والعراق وسوريا ولبنان والسودان الصومال وليبيا وغيرها من الأقطار العربية الكرتونية المتهالكة.
لا أمل يرجى من معظم حكام أقطارنا الذين ثبت فشلهم وفسادهم وانصياعهم واستسلامهم للإملاءات والأجندة الأمريكية الأوروبية الإسرائيلية المعادية لأمتنا مقابل حمايتهم؛ هؤلاء أضاعوا أمتنا، وأوصلونا إلى ما نحن فيه من ذل، واستسلام، وانحطاط، وفقر، وانهيار مستمر. ولهذا فإن أملنا الوحيد للخلاص مما نحن فيه من كوارث يكمن في بذل المزيد من الجهود والتنسيق والعمل الجماعي الذي يشارك فيه المثقفون ورجال الدين وقادة الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني لإيقاظ الشعوب العربية من سباتها وتحريرها من عقد الخوف وقيادتها وتمكينها من حمل السلاح للانقضاض عليهم والتخلص منهم ومن أنظمتهم، والتصدي لأعداء أمتنا وعلى رأسهم دولة الاحتلال وحليفتها الولايات المتحدة الأمريكية.
عار على أمتنا العربية بعراقتها وإمكانياتها البشرية والاقتصادية والعسكرية الهائلة أن تقبل هذا الذل والاستسلام لدولة الاحتلال، وإذا لم نتحرك كشعوب ونضحي، وبناء على هذا النجاح الذي حققته دولة الاحتلال خلال ال 77 عاما الماضية من الاعتداءات علينا واحتلال أراضينا، فإن الحلم الصهيوني بإقامة دولة يهودية من النيل إلى الفرات سيتحقق! ومن يقرأ التاريخ يدرك ان عددا من الحصارات الإنسانية سادت ثم بادت، وإن سبب انهيارها وزوالها كان انقساماتها الداخلية ورفضها للتغيير والتجديد، والعيش على اجترار أمجاد وأوهام الماضي التليد، كما نفعل نحن العرب الآن!؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com