في الثامن من آذار.. بوحدتنا نجابه التحديات وننتصر لحقوقنا الوطنية والاجتماعية

يا نساء فلسطين الماجدات
يا أبناء شعبنا الصامد.
في الثامن من آذار عيد المرأة العالمي، نحييكم بتحية المناضلات والمناضلين الذين قاوموا كل أشكال الظلم والاضطهاد، انتصاراَ لقيم الحرية والعدالة والمساواة والتقدم.
يأتي الثامن من آذار هذا العام، وأبناء وبنات شعبنا وفي المقدمة منهم فلسطين الباسلات، يعيش و\يعشن ظروف بالغة القسوة والقهر، نتيجة تداعيات ما أحدثته الحرب العدوانية للاحتلال الصهيوني من جرائم إبادة جماعية وتدمير هائل لمقومات الحياة.
فما زال هناك وجعٌ لا يغيب، ووطنٌ يتأرجح بين الألم والصمود، وقضيةٌ لم تعد مجرد خبرٍ في العناوين، بل جرحٌ مفتوحٌ في ضمير الإنسانية.
في هذا اليوم قد تُكرَّم المرأة في كل مكان، لكن المرأة الفلسطينية لا تُمنَح سوى المعاناة، تُنزع من بيتها، تُفقد أبناءها، وتُحمل على كتفيها أثقال الوطن والمقاومة.
الثامن من آذار هذا العام ليس كغيره من الأيام، بل هو صرخةٌ متجددة في وجه العالم الامبريالي، فإن كان لهذا اليوم معنى، فليكن وعدًا بأنّ فلسطين لن تُنسى، وبأن صوت الحق لن يُكتم، وبأن المرأة الفلسطينية، أمًّا كانت أو أسيرة أو شهيدة، ستظلّ أيقونةً للكرامة والصمود.
يا أحرار وحرائر بلادنا
ليست هي المرة الاولى التي يتعرض شعبنا لمخاطر كبيرة تهدد وجوده وقضيته الوطنية، وان كانت هذه الجولة هي الأشد شراسة وإرهاب واجرام، باستهداف وجوده ومحاولة تصفيته واقتلاعه وتهجيره عن أرضه وتبديد هويته الوطنية.
لقد سجل شعبنا تاريخ حافل بالنضال والصمود والتضحية التي أفشلت كل المؤامرات والمخططات التصفوية التي استهدفته تاريخيا، وهو اليوم ورغم جسامة التضحيات والآلام من قتل وتدمير غير مسبوق في قطاع غزة والضفة الغربية، فإنه عاقد العزم على مجابهة وإفشال كل ما يخطط لتصفيه وجوده وقضيته الوطنية، والعمل بكل السبل للتصدي لمحاولات تهجيره والاجهاز على قضية لاجئيه، التي شكلت طوال الوقت حجر الزاوية للقضية الفلسطينية إنسانياً وسياسياً وقانونياَ.
إن النجاح في مواجهة هذا الخطر الداهم يتطلب قبل كل شيء ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، والمغادرة الفورية لحالة الانقسام الكارثية واستعادة الوحدة الحقيقية، والتوجه فورا لاستراتيجية وطنية واحدة وجامعة، ترتكز لأساس سياسي هجومي حتى نكون قادرين على مواجهة السياسات المعادية لشعبنا، استراتيجية تمكننا من إدارة المعركة بـ أوسع تحالف ودعم عربي ودولي مسنودة بقرارات الشرعية الدولية التي تحفظ لشعبنا حقوقه الوطنية، كما تأخذ بالاعتبار تعزيز سبل المقاومة التي تتناسب مع إمكانيات شعبنا وظروفه، وتعينه على تحقيق أهدافه بأقل الخسائر الممكنة. استراتيجية تمكننا من وقف الحرب ومقاومة مصادرة الأراضي والضم والتهجير ومساعي تصفية وكالة الغوث، وإدارة شؤون شعبنا بعيدا عن الوصاية أو التبعية، من خلال حكومة توافق فلسطينية، وكذلك إعادة الاعتبار والفعالية والمكانة الحقيقية لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وتكريس الشراكة الوطنية من خلالها.
يا نساء شعبنا الماجدات:
إننا في اتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية، الإطار الجماهيري لحزب الشعب الفلسطيني؛ نؤكد على ان الثامن من آذار هذا العام يحمل في طياته رسالةً أبلغ من أي وقت مضى، رسالةُ تضامنٍ وصمودٍ تتحدى كل محاولات الاستبداد والنهب.
إننا ومع نساء بلادنا نعلن اليوم، بصوتٍ عالٍ وجريء، أن النضال الفلسطيني – وبخاصة نضال المرأة – هو مقاومة شاملة ضد كل أشكال الاستغلال والاضطهاد والظلم، وقضايا وحقوق نساء فلسطين، هي جزء لا يتجزأ من قضية شعبنا المركزية وتطلعاته المشروعة.
وانطلاقاَ من أن حقوق المرأة في كل الأحوال هي حقوق أصيلة من حقوق الانسان، واستناداَ لقاعدة “أن الحقوق الاجتماعية ضمانة لإنجاز الحقوق الوطنية”، فإننا نطالب الحكومة الفلسطينية وكل الأطراف المعنية، ببذل جهود جدية لتكريس حقوق نساء فلسطين في التشريعات والإجراءات التنفيذية، من جهة، واتخاذ كل الإجراءات الحازمة تجاه كل مظاهر العنف ضدها واستغلال ظروفها التي ازدادت سوءاَ جراء التداعيات المختلفة التي خلفتها الحرب وجرائم الاحتلال، من جهة أخرى.
عاش الثامن من آذار رمزاً للصمود والنضال.
عاش نضال شعبنا العادل والمجد لشهدائه وشهيداته
والشفاء للجرحى والجريحات والحرية للأسرى والأسيرات
المجد لنساء بلادنا والعالم أجمع في يومهن الأممي
التحية لأحرار العالم الداعمين والمؤيدين للحقوق شعبنا
اتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية
الثامن من آذار/ مارس ٢٠٢٥