رفح قلعة الصمود أمام مخطط التهجير والإبادة.. كتب/ عبدالملك أبو سمرة

تواجه مدينة رفح اليوم تهديدًا غير مسبوق، ما يحدث في رفح ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو تنفيذ لمخطط صهيوني شامل يستهدف تدمير القضية الفلسطينية عبر تفريغ غزة من سكانها. يسعى الاحتلال إلى تحويل المدينة إلى “مركز عبور” يتم فيه تهجير أهالي القطاع قسرًا، ودفعهم نحو مصير مجهول.

إن هذا التصعيد ليس حادثًا عرضيًا، بل هو جزء من مخطط ممنهج لتنفيذ الأهداف الصهيونية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على الصعيدين البشري والجغرافي. نتنياهو، الذي فشل في تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية خلال الفترة الماضية، يسعى الآن لتغيير الوقائع بالقوة، مستغلاً معاناة الشعب الفلسطيني كورقة ضغط في المفاوضات المقبلة. بينما يستمر في التنصل من مسؤولياته، ويتنكر لحق الفلسطينيين في الحياة والحرية، محاولًا تنفيذ أجندته في إرضاء اليمين المتطرف.

ما يحدث في رفح هو أكثر من مجرد حرب تقليدية؛ إنه إبادة جماعية تتزامن مع صمت دولي وتواطؤ عربي مخجل. الشعب الفلسطيني يُجبر على دفع ثمن هذه الحرب، حيث يعاني من تدمير شامل للبنية التحتية، وتشريد آلاف العائلات، وفرض الحصار الخانق، في وقتٍ تواصل فيه القوى الدولية تواطؤها أو صمتها أمام الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.

المقاومة، على الرغم من أهميتها، تصبح في بعض الأحيان عبئًا عندما لا تتوفر الظروف اللازمة لإيقاف العدوان. وعندما لا يتمكن السلاح من ردع العدو أو تقليص حجم الخراب، يصبح استمرار القتال دون استراتيجية فاعلة مجرد أداة لإدامة المعاناة. فالمقاومة يجب أن تُدار بحكمة وفي إطار استراتيجي يحقق الأهداف الكبرى، وليس بمفهوم العدمية الذي يجرّ الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الدمار.

اليوم، ونحن في مرحلة مفصلية، فإن صرخات الشعب الفلسطيني يجب أن تُسمع. علينا أن نختار بحذر ما يضمن حماية ما تبقى من وجود فلسطيني في قطاع غزة. رفح تمثل بوابة حاسمة في معركة البقاء، وإذا سقطت فإن المخطط الصهيوني سيكون قد حقق هدفًا رئيسيًا في عملية تفريغ القطاع من سكانه. معركة رفح هي معركة شعب بأسره، فهي لا تعني المدينة وحدها، بل تمثل ساحة الدفاع عن كل فلسطيني في غزة.

إذا سقطت رفح، فإن الاحتلال سيكون قد قطع خطوة هائلة نحو تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعندها لن يكون الحديث عن الحرب فحسب، بل عن نهاية الوجود الفلسطيني في المنطقة. الآن، يجب أن نكون أكثر وحدة ووعيًا في مواجهة هذا المخطط، وأن نُظهر للعالم أن الشعب الفلسطيني لا يمكن تحطيمه أو تهجيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com