نبض الحياة.. عار العجز يلاحق العالم.. عمر حلمي الغول

الاف المجازر ارتكبها جيش الإبادة واجهزة الدولة الإسرائيلية اللقيطة الأمنية بعد 7 تشرين اول / أكتوبر 2023 ضد الأطفال والنساء والشيوخ والابرياء الفلسطينيين في قطاع غزة في متوالية وحشية يندى لها جبين البشرية، التي استباحتها دولة النازية الإسرائيلية بدعم وتماهي كامل من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وداست على ميثاق هيئة الأمم المتحدة، ومزقته تحت جنازير دباباتها وازيز طائراتها، وقصف الصواريخ والقنابل الثقيلة من الجو والبحر والبر على الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ النازحين والمشردين من بيوتهم، ودمرت معالم الحياة بأبسط معاييرها ومقوماتها، البيوت والمدارس ورياض الأطفال والجامعات والمستشفيات والمركز الصحية والمساجد والكنائس والمؤسسات الخاصة والعامة والمصانع والبنى التحتية، وخطوط المياه والكهرباء والحرمان من الوقود والغذاء والدواء والمستلزمات الطبية وأماكن الايواء، ولم تقيهم الخيام التي نصبوها من برد الشتاء ولا حر الصيف، في ظل تصاعد الإبادة بوسائل واساليب متعددة، فتلازم القتل على الهوية الوطنية مع التجويع ونشر الامراض والاوبئة والعطش لتعميق الموت البطيء على مدار عام ونصف بشكل متواصل، وعلى مرآى ومسمع من العالم كل العالم، الذي لم يتمكن من وقف الحرب، ولا حتى من التمكن من ادخال المساعدات الإنسانية بكافة مشتقاتها للمحتاجين من الأبرياء وخاصة الأطفال والنساء.
ورغم أنين وصرخات الأبرياء من كل الاعمار وعلى مساحة 365 كم2 في قطاع غزة الذين سقطوا ضحايا المحرقة والابادة الجماعية والاف المجازر الهمجية والمروعة والكارثية، الا أن صوت النازية والوحشية الأميركية الإسرائيلية وحلفائهم من الغرب الرأسمالي كان أعلى، وأشد ترويعا للدول والأنظمة السياسية من الاشقاء والدول الإسلامية والدول الأخرى، باستثناء دول قليلة ومحدودة امتشقت راية الدفاع عن العدالة والقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، مثل جنوب افريقيا ودول اميركا اللاتينية والحراك الطلابي الأميركي وانصار السلام في العالم وخاصة في الدول الأوروبية والمنظمات الحقوقية والقانونية والنخب المؤمنة والملتزمة بالقانون والدفاع عن العدالة الإنسانية، والرافضة للظلم والابادة هم وحدهم من تحدى سوط اليانكي الأميركي، ولكن ديماغوجيا امبراطورية اعلام الجلاد الصهيو أميركي، وقوانين المكارثية الأميركية ضد انصار العدالة والسلام وحماية البشرية من قوانين الغاب والداعمين للقضية والشعب الفلسطيني أطبقت على أصوات حناجرهم، وكتمت صدى حراكهم ومفاعيل انشطتهم الإنسانية، وراوح العالم الرسمي نائما تحت أكوام هائلة من بيانات الشجب والادانة والاستنكار، والقرارات الأممية ومذكرات الاعتقال بحق بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، وغيرهم من مصاصي الدماء الإسرائيليين النازيين. وبقي شلال الدم الفلسطيني وموت الأطفال والنساء نازفا، وشاهدا على عار العالم المهزوم تحت نعال المكارثية الأميركية والنازية الإسرائيلية الصهيونية.
وكانت مجزرة قتل الجيش الإسرائيلي الابادوي لل14 رجلا من المسعفين ورجال الدفاع المدني في فجر ال 23 اذار / مارس الماضي، رغم انهم توجهوا الى منطقة الحشاشين في مدينة رفح بسياراتهم وملابسهم المعروفة بعلاماتها ورموزها الدولية وبتنسيق مع الجيش الإسرائيلي ذاته لنقل الجرحى والشهداء ممن تم قتلهم، الا ان ضباط وجنود عصابة الهاجاناة واتسل وليحي وشتيرن ولهيا وشباب التلال قاموا بإطلاق الرصاص الحي وبكثافة على المسعفين ورجال الدفاع المدن، ليس هذا فحسب، بل ان عصابة جيش الإبادة قاموا بحفر 4 حفر القوا بها السيارات وجثث الشهداء الأبرياء، ولولا شجاعة ونباهة أحد الشهداء، الذي قام بتصوير وتوثيق المشهد والمجزرة، بالإضافة لشهادة أحد الناجين، وهو منذر عابد لكان انطوت على العالم كذبة قادة عصابة الجيش الإسرائيلي، التي انكرت في البداية المجزرة، لكن صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية التي حصلت على الشريط الموثق للمجزرة كشف للمرة المليون وجه النازية الإسرائيلية التي تقتل الاغيار الأبرياء، الذين يقومون بمهمة إنسانية لا علاقة لها بالقتال والحرب، وانما لمساعدة الشهداء والجرحى، وكذلك مهمة رجال الدفاع المدني الإنسانية، ومع ذلك قام الجيش العصابة بقتلهم بدم بارد.
كما مجزرة الشجاعية أمس الأربعاء 9 نيسان / ابريل الحالي التي راح ضحيتها 30 شهيدا، وعدد من الجرحى، وتدمير نحو 10 منازل محيطة بالمنزل المستهدف، وكل يوم يشهد أبناء قطاع غزة والضفة الفلسطينية بما في ذلك العاصمة القدس مجازر وحشية بوسائل وطرق أخرى، وقبل 3 أيام تم استهداف أيضا خيمة الصحفيين، الذين استشهد منهم حتى الان أثنين وأصيب 8 آخرين كانوا في ذات الخيمة، بذريعة واهية، وكل هذه المجازر التي تشكل حلقات متوالية ومتصلة في دورة الموت والإبادة الجماعية على أبناء الشعب الفلسطيني.
آن الأوان ان يزيل العالم العار الذي يلاحقه امام هول الفاجعة والكارثة لوقف النزيف، والحؤول دون التهجير القسري وإدخال المساعدات الإنسانية كافة والشروع بإعادة الاعمار بعد الانسحاب الإسرائيلي التام من القطاع ومخيمات ومحافظات جنين وطولكرم ونابلس وطوباس، وإعادة الامل لدفع عربة السلام خطوة جدية للامام.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com