استهداف مدارس غزة وتعطيل المسيرة التعليمية جريمة ضد الإنسانية

إن من أبشع الجرائم ضد الإنسانية والتي تُضاف إلى سجل الاحتلال الحافل بانتهاك كل الأعراف الدولية والإنسانية، هي تدمير المدارس في قطاع غزة، حيث أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن أكثر من 70% من مدارس قطاع غزة قد تعرضت لقصف مباشر، وأن ما يقارب 88% من المدارس أصبحت غير صالحة للعمل وتحتاج إلى إعادة إعمار أو إعادة تأهيل شامل.

إن ما تتعرض له العملية التعليمية في غزة هو ليس مجرد تدمير لمبانٍ، بل هو استهداف مباشر لمستقبل شعب بأكمله، ومحاولة لاغتيال الوعي الجمعي الفلسطيني، الذي شكّل دومًا الحصن الأول في مقاومة محاولات الطمس والاقتلاع.

نحن في “كوشان بلدي”، نستنكر هذا الاستهداف الممنهج، ونؤكد أن تدمير المدارس هو تدمير لحياة الأطفال، لذكرياتهم، لأحلامهم البسيطة، التي كبرت على مقاعد الدراسة، وتعلّمت أن تحمل الوطن في حقيبة كتب.

إن التعليم حقٌّ مكفول، لا يمكن المساس به، وهو أحد المرتكزات الأساسية التي أنشئت وكالة “الأونروا” من أجلها، إلى جانب الإغاثة والصحة، وهي خدمات وُجدت لتستمر حتى انتهاء أسباب نشأة الوكالة، وتحقيق العودة الكاملة غير المنقوصة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي أُخرجوا منها قسرًا عام 1948، والتي لا يزالون يحتفظون بوثائق ملكيتها، وفي طليعه “كوشان بلدي” – دليل الطابو الذي لا يسقط بالتقادم.

إننا نحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم بحق التعليم، ونطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التحرك العاجل لحماية ما تبقى من البنية التعليمية في قطاع غزة، والعمل الجاد لإعادة إعمار ما دُمر، وضمان حق أطفالنا في التعليم الآمن والكريم.

وسيبقى التعليم في فلسطين، كما هو دوماً، سلاحًا نواجه به محاولات المحو والتجهيل، وسنستمر في الدفاع عن حق أطفالنا في أن يحلموا، ويكبروا، ويتعلّموا، فوق تراب وطنهم الحر.

مسؤول إدارة كوشان بلدي
أحلام أبو السعود

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com