حالتنا الفلسطينية اليوم بين وحدة الموقف ووحدة العمل.. سعدات عمر

حول هذا الموضوع هناك تساؤلات عديدة مطروحة في الساحة الفلسطينية أولاها تتركز على العلاقة أو جدلها بين غزة وغزة قبل التدمير وبعد التدمير. العلاقة أو جدلها بين الضفة الغربية وقطاع غزة. العلاقة أو جدلها بين السلطة الفلسطينية الطموحة وبين حماس المتحجرة. العلاقة أو جدلها بين فلسطين الشتات وفلسطين الإحتلال. العلاقة أو جدلها بين فلسطين النكسة وفلسطين النكبة في هذا السياق تبدو الصورة أحياناً وكأن الجدل غير قائم أو غير قائم بالشكل الذي يجب أن يكون عليه بين هذه الأبعاد المتعددة لقضيتنا الفلسطينية وهذا يعني إذا صح أن وحدتنا الوطنية الفلسطينية لم ترتق إلى الشكل الذي يجب أن تكون عليه حتى لو بميثاق شرف وأن الجسد الفلسطيني الذي الجغرافي الضفة وعزة لم يستعد وحدته وتماسكه والتئامه بعد بل يمكن القول رغم قساوة الوقائع أن وحدة الموقف السياسي الفلسطيني القائمة التي توحد بين جميع هذه الأبعاد لم تنعكس على وحدة العمل السياسي اليومي والتفصيلي. أقول أن صعوبات وضعنا الفلسطيني وخطورته في هذه المرحلة تتطلب من الجميع القول بما في ذلك حركتي الجهاد وحماس إذا كانتا فلسطينين الهوى والهوية بأن هذه الوحدة وحدة العمل السياسي تعاني من عقبات فعلية يجب تذويبها في بوتقة فلسطينية إسمها م.ت.ف وهنا لا يجب أن ننسى أن وحدة الموقف لا تعني أوتوماتيكياً وحدة العمل بعدين بتصير شوربة. فوحدة الموقف في أمس الحاجة دائماً إلى شروط ومعطيات تحيلها إلى واقع عملي ولعل أهم هذه الشروط هو شرط إيجاد وتأمين قنوات العمل التي تُتيح إحالة المُعطيات إلى وقائع. فهل يمكن القول أن هذه القنوات موجودة وقائمة فعلاً في الساحة الفلسطينية فتُتيح خلق حالة استقطاب قصوى تتمكن من استيعاب الفهم الموجود في الوعي الوطني في الوعي السياسي وفي ظل الإحرام الإسرائيلي الذي يقوده نتنياهو لفرض الوقائع الفلسطينية التي توصلنا إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. كل ذلك يبقى حبراً على ورق إذا لم يتم وضع علامات الاستفهام المُستندة إلى الوقائع العملية التي تؤدي إلى رسم المؤشرات العامة للوقائع والحلول فمن الاستغراب تَوقُّع حلول ناجزة للمسائل العامة قبل الإتفاق على رسم صورة واقعية لبناء مسار الثقة ثم محاولة استشراف الحلول بعد ذلك وثانيها بعد الصمود الوطني تلك القدرة المُستندة إلى حس الإنتماء الفلسطيني وهو الحس الذي يتعزز بالوحدة الوطنية الفلسطينية.