حركة حماس وإشكالية وقف الحرب.. ابراهيم ابراش

يمكن لحركة حماس أن تتفاوض لإيجاد حل للقضايا الخاصة بقطاع غزة المترتبة عن طوفان الأقصى الحمساوي وما جلبه من حرب الإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلية، مع انها حتى على هذا المستوى عاجزة عن القيام بذاك بالرغم من جهود الوسطاء.
أما الحديث عن وقف الحرب بشكل نهائي مع اسرائيل فليس من حق ولا صلاحية حركة حماس أن تطالب بذلك، لأن ما يجري هو عدوان وحرب شاملة تشنها إسرائيل على كل الشعب الفلسطيني وليس على حماس أو غزة فقط، ولن تنتهي إلا بنهاية الصراع من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
والغريب أن تطلب حركة حماس بوقف الحرب او هدنة طويلة الأجل، حتى مع موافقة إسرائيل على كل شروط حماس وهي الانسحاب من القطاع ودخول المساعدات وإعادة الإعمار وهدنة تمتد لسنوات، فكيف لحركة تقول عن نفسها بأنها حركة مقاومة لتحرير فلسطين ان تطلب وقف الحرب مع العدو بينما كل فلسطين محتلة؟ وهل يعني هذا خروج القطاع من ساحة المواجهة مع العدو؟
لا يعني هذا أننا مع استمرار الحرب والعدوان على قطاع غزة حيث كل يوم يمر يسقط عشرات الشهداء والجرحى وتزداد المعاناة ويتعاظم خطر التهجير ،بل هدفنا أن تتوقف حماس عن المكابرة والمعاندة وتسلم كل ملف غزة لمنظمة التحرير ومصر وأي قوات عربية ودولية وتقبل أن تتخلى عن السلطة والحكم والسلاح في القطاع لهذه الجهات وتتوقف عن الحديث عن الانتصارات أو أنها تقاتل نيابة عن الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية، فهولاء لم يكلفوها بالحرب نيابة عنهم ،واهالي غزة وبعد أن تم تدمير ٨٠% من القطاع وفقدان ربع مليون ما بين شهيد وجريح ومفقود وأسير ومعاق يريدون بالتأكيد وقف حرب الإبادة على غزة ولكن دون وجود حماس ومقاتليها.
Ibrahemibrach1@gmail.com