هل انتهى زمن نتنياهو بقدوم زمن ترامب؟.. أبو شريف رباح

منذ اللحظة التي دخل فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض، بدأت تتشكل معادلة جديدة في الشرق الأوسط، معادلة لم تكن أبدا لصالح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كما كان متوقعا، فبدلاً من الدعم المطلق الذي اعتاد عليه كيان الإحتلال الإسرائيلي من قبل الإدارات الأميركية المتعاقبة، يبدو أن الرئيس دونالد ترامب يحمل أجندة مغايرة لاجندة الرئيس السابق جو بايدن، فالرئيس ترامب يولي اهتمام كبير نحو المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية حتى وإن تعارضت أحيانًا مع رغبات تل أبيب.
ومن أولى مؤشرات خيبة أمل الرئيس ترامب في نتنياهو كانت في عدد من القرارات الجريئة التي اتخذها دون مشاورة نتنياهو أو حتى الرجوع لحليفته إسرائيل، وأبرز هذه القرارات التفاوض المباشرة بالتفاوض مع إيران رغم الاعتراضات الإسرائيلية المتكررة، وتهديد ترامب لنتنياهو من مغبة توجيه أي ضربة لإيران دون تنسيق مسبق مع الإدارة الأمريكية، وجاء القرار التالي والصفعة الأبرز من الرئيس ترامب لنتنياهو حين قرر ترامب منح المملكة العربية السعودية تقنيات نووية مدنية دون اشتراط التطبيع مع إسرائيل وهو ما شكل خرقا واضحا لسياسات الضغط التي تبناها نتنياهو في المنطقة، أما الصفعة الثالثة فهي في الزيارة المقررة للرئيس ترامب للشرق الأوسط والتي لن يزور خلالها كيان الإحتلال الإسرائيلي، في رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل لم تعد تحتل موقع الأولوية المطلقة في حسابات السياسة الخارجية الأميركية، وهذا ما جعل الرئيس ترامب يتوجه نحو التفاوض مع قوى كانت تعتبرها إسرائيل معادية لها مثل حماس والحوثيين وحتى إيران، وهذا يدل على تراجع النفوذ اليهودي في البيت الأبيض الأميركي.
وتوالت الصفعات الترامبية بدءًا من تهنئة ترامب، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إنجازات حلفائه في سوريا واسقاط نظام الأسد، وقرار انسحاب القوات الأميركية من سوريا مما جعل كيان الإحتلال الإسرائيلي وحيد أمام متغيرات ميدانية لا يستطيع تحملها وحيدا، ووسط العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة يقوم الرئيس ترامب بالضغط المباشر على نتنياهو للسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع كاشفا بذلك تراجع الهيمنة الإسرائيلية على قرارات واشنطن، وفي ضوء كل ما ذكر يبدو أن زمن نتنياهو وابتزازاته السياسي بدأ في الأفول مع صعود الرئيس ترامب لسدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي وإن لم يكن خصما لكيان الاحتلال إلا أنه لم يعد خادما لإسرائيل كما اعتادت في عقود مضت.