تحريك السراب بأيادي بعض العرب

القصر الكبير : مصطفى منيغ
لن تنجح الزيارة بالقدر الذي يتوقعه الرئيس ترامب لاعتبارات تبدو مُعقَّدة للغاية ، فالمملكة العربية السعودية فقدت الكثير من وزنها المؤثِّر في المنطقة خلال السنتين الماضيتين ، بسبب انحيازها (البيِّن من عدة وجوه) لما قامت وتقوم به إسرائيل ، من محاربة شرسة للمسلمين السنيين كالشيعيين ، التي بلغت مستوى إبادة شعب كما حدث ولا زال في غزة ، وما حصل وبقِي مًّستمراً في لبنان من جَمْعِ بيروت بالجنوب لتلقي ضربات جد موجعة ، وذاك الزحف المُستغِل فراغ مرحلة انتقال السلطة من نظام بشار المنهار إى نظام المقاومين في سوريا ، فإخفاق إسرائيل الكامل ، في إسكات الحوثيين والى الأبد . وجود السعودية على نفس الخط الإسرائيلي علانية أو سراً قلص دورها لدرجة فقدت تعاطف الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج ودول إسلامية أخرى ، وذاك مؤشر يُؤخذ بعين الاعتبار لدى واضعي خرائط السياسة العامة المرتبطة بما يُطلق عليه تغيير وجه الشرق الأوسط العربي برمته ، التي وضعت معالمها إدارة ترامب ، في غياب تام للمعنيين الأساسيين وهم العرب ، لتأكُّدها أنهم الحلقة الأضعف في الموضوع من أوله لآخره ، وهي في ذلك رافضة لما ينبه له الواقع أن مصر ناهضة لمواجهة ما يحاك ضد العالم العربي بصفتها الأكبر داخله ، والمؤثرة باعتمادها ورقة التحالفات المعلنة وغير المعلنة ، مع معسكرات لها كلمة الواصلة الحسم ،كالمعسكرين الصيني والروسي ، اللذين قد ينضم إليهما (في وقت آت لا ريب إن أصر الرئيس ترامب على تنفيذ مخططه الشرق الأوسطي بتنسيق مع إمكانات الدول الثلاث السعودية / الامارات / قطر المادية) كل من إيران وتركيا وكوريا الجنوبية ، وإذا حصل مثل المُتوقَّع فسيتم قراءة الفاتحة على نفوذ الإدارة الأمريكية وأذرعها الثلاث المشار إليهم سابقا . لن تنجح الزيارة مها صُرِف عليها من إمكانات ضخمة وغلفتها تصريحات الرئيس الأمريكي بسلسلة من التلميحات عن إعلان لحدث مهم تتمحور حوله أهمية الزيارة ،والغرض من ذلك إبهار المتتبعين وإشغالهم بمجهول يعتقدون أنه سيغير المنطقة لأحسن حال ، بدل ما هي غارقة فيه والسبب الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ولا أحد غبرها ، الإعلان المُلوّح به سوى سنارة معدة لصيد الدول العربية الثلاث ، وإخراجها من بحر العروبة الهادر ، إلى بركة الوحل الغائر ، يتمرغون وسطها ولا يقدرون التخلص منها ، ولا من غضب الشعوب المتزايد عليها ، بعد الزيارة المعمولة أساساً لتحريك السراب ، بأيادي بعض قادة العرب .
الأحد 11 ماي سنة 2025
مصطفى منيغ
الجمعة 6 ماي سنة 2025