الإعلام العبري: مئات القتلى والجرحى والمفقودين بصواريخ إيران وإصابة معهد سريّ برحوفوت وعلينا التوصّل لاتفاقٍ بسرعةٍ”..
مسؤولٌ بالموساد: الاغتيالات غيرُ مهّمة ولم نُدمِّر النوويّ

القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ ليلةٌ ثانيةٌ داميّة يُميّزها الخوف والقلق عاشتها إسرائيل من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب، في ظلّ انطلاق صفارّات الإنذار ومن بعدها تعرّض الكيان لوابلٍ من الصواريخ الباليستيّة الإسرائيليّة، واعترفت تل أبيب بسقوط 10 قتلى على الأقّل وبمئات الجرحى والمفقودين في منطقة المركز، فيما انتشرت أنباء غير مؤكّدةٍ عن استهداف الصواريخ الإيرانيّة لأحد المعاهد السريّة في مدينة رحوفوت في المركز، علمًا أنّ وسائل الإعلام العبريّة تؤكِّد أنّها تعمل بعد فحص المواد من قبل الرقابة العسكريّة.
“لم تدُم النشوة طويلاً، يوم أوّل من أمس الجمعة، سألتُ إنْ كان من الضروريّ شنّ حربٍ، وخاصّةً ضدّ الإيرانيين. الشيعة تاريخيًا على استعدادٍ للمعاناة. ذكرتُ استعدادهم للتضحية، كما برهنوا ذلك في حرب الاستنزاف مع العراق والتي استمرّت 8 أعوامٍ. أنصح الجميع بتقليص خسائرنا والتوجه إلى الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، لوقف هذا الجنون باتفاقٍ معقولٍ، وإلّا فسنضطر إلى التوسل لوقف إطلاق النار ، وسترفض إيران ذلك”، هذه الكلمات نشرها المُحلِّل الأمنيّ الإسرائيليّ، يوسي ميلمان، على موقع التواصل (إكس)، تويتر سابقًا، الأمر الذي يُدلِّل بما لا يدعو مجالاً للشكّ بأنّ الخبير العسكريّ يقرأ الخريطة بشكلٍ صحيحٍ ويعلم يقينًا أنّ استمرار الحرب مع إيران سيعود سلبًا على دولة الاحتلال، لأنّ المستوطنين الإسرائيليين، ليسوا معتادين على المعاناة، خصوصًا وأنّ العمق الإسرائيليّ يتعرّض لقصفٍ شديدٍ وغيرُ مسبوقٍ، يجبي الأرواح والجرحى والمفقودين في قلب مركز الدولة العبريّة، أيْ غوش دان، الذي يُعتبر الشريان الرئيسيّ لدولة الاحتلال.
وفي السياق قال زوهار بالطي، مدير قسم شعبة المعلومات السابق في جهاز الموساد الإسرائيليّ في مقابلةٍ مع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ إنّه يتحتّم على الإسرائيليين، قادةً ومستوطنين، أنْ يتذكّروا أنّه للمرّة الأولى منذ العام 1973 تخوض إسرائيل حربًا ضدّ دولةٍ معاديّةٍ وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات عن قدرة الجيش والجمهور لتحمّل تبعات هذه الحرب.
بالطي توجّه بنداءٍ إلى الجميع بعدم الإبحار في النشوة ممّا حققت إسرائيل من إنجازاتٍ، مُشدّدًا على أنّه حتى الآن لم تتمكّن إسرائيل من تدمير أوْ حتى إبطاء المشروع النوويّ الإيرانيّ، مشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ التبجح باغتيال القادة العسكريين الإيرانيين لا يخدم شيئًا، وأنّ إيران تمكّنت من تعيين بدلاء لهم، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، علق الكاتب أحمد الصفدي، الباحث في الشؤون الإسرائيليّة، على التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل خلال الساعات الماضية.
وقال خلال مداخلةٍ هاتفيةٍ مع برنامج (كلمة أخيرة) مع الإعلامية لميس الحديدي على شاشة (أون): “علينا أنْ نفهم أنّه لا توجد دولة عربية خارج إطار العاصفة الراهنة، والجميع يتأثر بالكل، فالهدوء يتأثر به الجميع، والحروب تؤثر على المنطقة بأكملها.”
وأضاف:” الإسرائيليون كان يومهم صعبًا، ليلتهم كانت في الملاجئ، كلّما خرجوا منها عادوا لها بعد دوي صافرات الإنذار من جديد عبر ست وجبات من الصواريخ الدسمة الإيرانية، مضيفًا: “سبعة ملايين إسرائيلي قضوا ليلتهم بالملاجئ، والآن يتحضرون لضربة قاسية هذه الليلة.”
وتابع المُحلل قائلاً إنّ: “مشاهد الداخل الإسرائيلية والتدمير الذي تعرضوا له بالأمس تشبه مشاهد في جباليا وجنين ومخيمات عدة، حيث منازل كثيرة دُمرت، ومبانٍ ضخمة يصل عدد طوابقها إلى 32 طابقًا، ونحو 300 أسرة إسرائيلية باتت في العراء ورعب مستمر ومحاصرة داخل الأنقاض، وهي صورة مصغرة لما تشهده غزة.”
وعن مكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قال: “بالقدس تحت الأرض، يريد أنْ يرسل رسائل تطمين للداخل الإسرائيليّ لكن تحت الأرض، وليس لديه مصداقية أمام الشعب الإسرائيلي بينما يختبئ تحت الأرض ويطلب منهم الشجاعة.”
وفي ختام حديثه أشار إلى أنّ أكسجين حكومة اليمين المتطرفة هو فتح جبهات حربية في مناطق مختلفة من المنطقة، قائلاً: “بقاؤه في الحكومة هو فتح جبهات حربية لأنّها السبيل الوحيد لتوحيد المعارضة واليمين”، على حدّ تعبيره.
على صلةٍ بما سلف، قال المستشرق الإسرائيليّ، د. تسفي بارئيل، في مقالٍ تحليليٍّ بصحيفة (هآرتس) العبريّة إنّ المسيحانيّة السياسيّة الإسرائيليّة من شأنها أنْ تدفع إيران للقيام بخطواتٍ متطرفةٍ جدًا.
وأضاف أنّه عندما تقوم إسرائيل بالترويج بأنّها تعمل من أجل إسقاط النظام الحاكم في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة وتُطالب الشعب الإيرانيّ بالانتفاض ضدّ حُكّامه، وفي الوقت الذي يُعبِّر فيه ترامب عن موافقته لذلك، فإنّ من شأنْ القيادة في طهران التوصل لنتيجةٍ بأنّها في خطرٍ وجوديٍّ، الأمر الذي سيُبعدها من طاولة المفاوضات، ويؤدّي لتغييرٍ دراماتيكيٍّ في مجريات الحرب من طرفها، طبقًا لأقواله.