غارة إسرائيلية تخطف شاعرة إيرانية.. وصمت تل أبيب يشعل غضبا في ألمانيا

طهران- البيادر السياسي:ـ نعى الفرع الألماني لمنظمة “بِن” الدولية ومقره مدينة دارمشتاد، الشاعرة الإيرانية الشابة بارنيا عباسي وجميع أفراد عائلتها، جراء قصف إسرائيلي استهدف أحد العلماء المختصين بالبرنامج النووي الإيراني. ويرتبط المركز الألماني بشبكة عالمية تضم أكثر من 140 فرعاً، ما يجعله صوتاً مؤثراً في دعم القضايا الإنسانية والأدبية عبر الحدود.
ونشرت عدة صحف ألمانية، من بينها “شبيغل”، تقارير موسعة عن مقتل عباسي، التي كانت تستعد للاحتفال بعيد ميلادها الرابع والعشرين. وأكد مركز بن أن صمت الجيش الإسرائيلي بشأن الحادث يثير تساؤلات جدية حول استهداف المدنيين.
وقتلت عباسي وعائلتها في 13 يونيو 2025، جراء غارة إسرائيلية هزّت قلب العاصمة طهران. لم تكن الشابة مجرد شاعرة، بل رمزاً لجيل إيراني يحلم بكسر القيود والتعبير عن ذاته رغم التحديات. نشرت إحدى قصائدها في مجلة “وزن دنيا” الأدبية، ووصفت الشعر فيه بأنه “مصدر عزاء”. وفي قصيدتها “النجم المنطفئ”، كتبت كلمات بدت اليوم كنبوءة مأساوية.
ألمانيا تنعى “صوتاً واعداً”
عبّر المركز الألماني، الذي يُعد من أبرز الأصوات المدافعة عن حرية التعبير وحقوق الكتّاب، عن صدمته وحزنه لمقتل عباسي. ووصفها بأنها “صوت صاعد لجيل الشعراء الإيرانيين الشباب”، مشيراً إلى تأثيرها الذي تجاوز حدود الأوساط الأدبية.
وكتب الكاتب العراقي- الألماني نجم والي، المسؤول عن برنامج “الكتاب في السجون” بالمركز، في رثائها: “هكذا تنهي الحرب حياة شاعرة شابة وجدت لتوها صوتها الأدبي. كم هو مؤلم كل شيء”. هذه الكلمات عبّرت عن مشاعر كثيرين في ألمانيا، حيث أثارت القصة موجة تعاطف واسعة مع ضحايا الغارات، وتحديداً مع المدنيين.
صمت إسرائيلي يثير التساؤلات
بحسب تقارير نشرتهما صحيفتا “واشنطن بوست” و”نويه تسورخر تسايتونغ”، يُعتقد أن الغارة الإسرائيلية كانت تستهدف عبد الحميد مينوشهر، أستاذ وعميد كلية التكنولوجيا النووية في جامعة شهيد بهشتي، وأكدت كل من إيران وإسرائيل مقتله. إلا أن الجيش الإسرائيلي رفض التعليق على مقتل الشاعرة عباسي وعائلتها، وهو ما أثار استياءً وتساؤلات واسعة حول حجم الخسائر المدنية المصاحبة للغارات.
هذا الصمت الإسرائيلي أضاف طبقة جديدة من الغموض والألم، في مأساة إنسانية أثارت غضباً حتى داخل الأوساط الأدبية في ألمانيا، كما أشار بيان المركز الألماني.
وبحسب مجلة “شبيغل”، فإن الشاعرة الشابة، رغم رحيلها المبكر، تركت كلمات ستظل خالدة. قصائدها، التي عكست حياة مليئة بالتحدي والمقاومة، أصبحت اليوم صرخة ضد الحرب، وتذكيرا بأن الإنسانية هي الضحية الحقيقية في زمن الصراعات.
يشار إلى أن مركز بن يعمل على حماية الكتّاب المهددين، سواء بسبب الرقابة أو الاعتقال أو التهديد، من خلال برامج مثل “الكتاب في السجون”، والذي يقدّم دعماً فعلياً للكتّاب المستهدفين حول العالم.