ثلاثة كهنة جدد من طريق الموعوظين في خدمة أبرشية القدس

طبريا – الجليل – أبو أنطون سنيورة –  اجتمع  أمس المؤمنون من مختلف الرعايا مع الكهنة والأساقفة في قلب الجليل، في كنيسة الرسل الاثني عشر في بيت الجليل – كورازيم، ليشهدوا لحظة عميقة من لحظات النعمة والفرح الكنسي، حيث ترأس غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، قدّاس الرسامة الكهنوتية لثلاثة شمامسة جدد هم:

  • أوسكار جون نونيزمن الفلبين
  • جياكومو باجلياريتشامن إيطاليا
  • لوقا فرانسوا جوزيف سولباكمن فرنسا

وقد جرى هذا الاحتفال وسط جوّ من التأمل والصلاة والفرح الروحي، بحضور عدد من الأساقفة والكهنة من مختلف أنحاء الأبرشية، وعدد كبير من المؤمنين، إضافة إلى الأهل والأصدقاء الذين رافقوا الشمامسة في مسيرتهم.

الكاردينال بيتسابالا في عظته: الرسامة ليست هدفًا بل بداية طريق

في عظته التي وجّهها إلى الكهنة الجدد، أضاء غبطة الكاردينال على عمق المعنى الروحي لهذا اليوم، مشدّدًا على أن الرسامة ليست نقطة وصول، بل بداية مسيرة جديدة في طريق التتلمذ للمسيح وخدمة كنيسته. قائلاً: “أنتم مدعوون لتكونوا شهودًا حقيقيين للمسيح، لا بالكلام فقط، بل من خلال حياتكم اليومية، من خلال تواضعكم وأمانتكم، ومن خلال حضوركم الحيّ وسط شعب الله. الرسامة ليست امتيازًا بل تكليف. إنها دعوة للانخراط في حياة الكنيسة بكل تفاصيلها، وأن تجعلوا من خدمتكم مجالًا لظهور محبة الله في هذا العالم”.

رتبة الرسامة تجسّد جوهر التواضع والتكريس الكامل

تميّزت رتبة الرسامة الكهنوتية بروعة الطقس الليتورجية التي تجمع بين الرمزية والجمال، حيث تمدد الشمامسة الثلاثة على وجههم أمام المذبح، في لحظةٍ تعبّر عن الخضوع الكامل لإرادة الله، بينما رتّلت الجماعة طلبة القديسين، مستدعية شفاعة الكنيسة المنتصرة من أجل هؤلاء الذين يدخلون في حياة جديدة من التكريس والخدمة. بعدها، وضع غبطة الكاردينال يديه على رؤوسهم ومن بعده الكهنة، في فعل رسوليّ متصل بالرسل الأوائل، ومن ثم تلا صلاة التكريس ومسحهم بزيت الميرون المقدّس وارتدوا الحلّة الكهنوتية، لتبدأ بذلك حياتهم الجديدة التي تؤهلهم لخدمة أسرار الله وشعبه.

الكنيسة تنمو بالخدمة… وتزهر بدعواتها

الرسامات الكهنوتية، كما أشار غبطة الكادرينال، هي علامة حيّة على أن الكنيسة لا تزال تُنجب خدامًا جددا يكرّسون حياتهم من أجلها. في عالمٍ تتعالى فيه أصوات الفردية والبحث عن الذات، يبرز صوت من يقول لله: “هاءنذا أرسلني”. إن كنيسة الأرض المقدسة، التي تحمل وديعة الإيمان منذ القرون الأولى، لا تزال اليوم تثمر بدعوات جديدة، شابة ومؤمنة، تتقدّم نحو مذبح الرب بقلب ممتلئ بالمحبّة، وعقل منفتح على كلمة الله، وروحٍ مشتعلة بالشهادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com