أنا أُفكِّر… إذًا أنا أنبُت!

نص بقلم : د. عبد الرحيم جاموس
تسألني:
بِمَ تفكّر؟
فأغوصُ في صمتي،
كمن يبحثُ عن وطنٍ
في رُكام المعنى…
أُجيبها :
أُفتّشُ عن فكرةٍ
أصوغُ بها قلقي،
أُلامسُ أطرافَها
كما يُلامسُ الماءُ جلدَ النار،
فكرةٌ
أناقشُها…
أشاغبُها…
ثم أكتبُها،
وأجدُ فيها متعتي،
أو… نجاتي!
*
أنا لا أبحثُ عن فكرةٍ
كالتي تُباعُ في رفوف النشرات،
ولا عن عبارةٍ
تتدلّى من حبلِ المجاملة…
أنا أبحثُ عمّا
ينبتُ بينَ سُطورِ الغياب،
عمّا يشبهُ رعشةَ القصيدة
حين تمشي حافيةً في حقولِ المجاز.
*
أنا أفكر،
إذنْ أنا موجود…
بل، أنا أُقاوِم.
أنا أزرعُ في الرأسِ نارًا،
وفي الورقِ زهرًا،
وفي المسافةِ بين المعنى والمعنى
وطنًا لا يراهُ أحدٌ…
سواي!
*
الفكرةُ عندي ليست حالة،
هي كينونة،
هي سؤالُ الوجودِ ذاته
حين يصيرُ سطرًا يُؤلم…
ويُوقظ.
*
فلا تسأليني عمّا أفكر فيه،
اسأليني عمّن أفكّر بهم،
عن أولئك الذين صاروا رمادًا
لأنهم كتبوا أسماءهم على الجدران
بالدمّ لا بالحبر…
*
أنا أفكر،
إذنْ أنا أشتعل!
أنا أنبُتُ في أرضٍ
تُحرِمُ الفكرةَ من الهواء،
وأظلّ أكتبُ…
كأنني آخرُ شهقةٍ
في رئةِ هذا الكوكب.
د.عبدالرحيم جاموس
الرياض 19 حزيران/يونيو /2025
Pcommety@hotmail.com