يا أُمَّ موسى… نصّ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

في زمنٍ يُستعاد فيه اسم موسى كلما أراد الغزاةُ أن يُبرِّروا نارهم، وفي زمنٍ تفقد فيه الأمهاتُ أبناءَهنّ على ضفافِ الخوف، لا في صناديقِ الطمأنينة…
يعود السؤالُ أكثرَ ألمًا: كيف صار أتباعُ موسى سوطًا في يدِ الفراعنة الجدد …؟
وكيف صارت أمهاتُ فلسطين يعبرْنَ الوادي بلا عصا،
ويكتمْنَ أنينهنّ خلف قنابلِ الفوسفور…؟!
هذا النص ، نداءٌ من قلبِ الوجع،
تغنّي فيه أُمُّ موسى من شاطئِ غزة،
وتحملُ في قلبِها سؤالَ التاريخ:
ماذا لو عاد موسى؟
وهل سيعبرُ مع الشعب… أم يجدُ نفسَه منفيًّا من جديد؟

النص:

يا أُمَّ موسى…
حين أودعتِ الرضيعَ الماءَ،
ما كنتِ تدرينَ أنَّ البحرَ ذاتَ يومٍ
سيرتدُّ نارًا تبتلعُ الأبرياء،
وأنَّ العيونَ التي رعتْ صندوقكِ الخشبي،
ستغضُّ الطرفَ ..
عن جثثِ الصغارِ في عتمةِ الأنقاض….!
*
كان الرضيعُ و…
[12:13 ص، 2025/6/28] د/ عبد الرحيم جاموس: يعدُّ السنين…!
بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

ترسمُ السنينُ على الجبينِ خطوطَها،…
كأنها كانتْ تختبئُ..
في جيبِ الزمنِ البعيد،
تخرجُ واحدةً…
فواحدة،
تحاكي وجعَ الأيامِ،
وتهمسُ في سري:
أنني ما زلتُ واقفًا…
وما زال لي غدٌ جديد….
*
كلُّ خطٍّ
هو حكمةُ نَكسةٍ…
أو درسُ صمود،
هو وجعُ طريقٍ عبرناهُ
بين لُغمٍ…
وجرحٍ…
وشمسٍ تُشرقُ من فوهةِ بندقية…
*
رغمَ الضغوطِ الهائلةِ، …
ورغمَ العقودِ العابرة،
لم تنكسرْ مرآتي، …
ولا نَسيَ الطفلُ الساكنُ داخلي …
أن يعدَّ السنينَ على أصابعه،
وينقشَ فوقَ جدارِ الحنينِ
خارطةَ العودةِ المؤجلة….!
*
عبد الرحيمُ الصغيرُ ما زال هنا،…
يحملُ حقيبةَ الحلمِ،
يخبّئُ فيها مفتاحَ البيتِ المسروق،…
وصورةَ الدربِ المؤدّي إلى حقلِ اللوزِ، …
ويهتفُ كلّما أزهرَ الربيع:
“عائدٌ… عائدٌ من بينِ السنينْ …!
*
فلا تقرأوا وجهي فقط،…
بل افتحوا خطوطَ الجبينِ، …
إنها ليستْ تجاعيدَ عُمرٍ هارب، …
بل هي خريطةُ وطنٍ…
ظلَّ حيًّا في القلب،…
ينمو رغمَ المنفى،
ويرفضُ أن يموت…..!
د. عبد الرحيم جاموس

الرياض 27/6/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com