نبض الحياة.. الخليل أكبر من العملاء.. عمر حلمي الغول

في محطات الصراع كافة صعودا وهبوطا بين الشعب العربي الفلسطيني وقيادته في منظمة التحرير والعدو الإسرائيلي الصهيوني، لم يتوقف قادة إسرائيل واجهزتهم الأمنية من انتاج ادواتهم المأجورة والعملاء، والباسهم عناوين ومسميات مختلفة بهدف إضعاف وتقويض مكانة القيادة الفلسطينية، وتعميق الانقسام في صفوف الشعب، وفصل جناحي الوطن والمحافظات والمدن عن بعضها البعض، وخلق بيئات من الفساد والتخريب المتعمد، وتهشيم الشخصية الوطنية الجامعة، بالتلازم مع ذلك يواصل العدو الإسرائيلي تنفيذ مخططاته الاستراتيجية على طريق تصفية القضية والمشروع الوطني وتبديد الكيانية الفلسطينية، بحيث تتكامل جرائم الحرب الإسرائيلية مع عمليات التخريب من الداخل الفلسطيني في خطين متوازيين وصولا لاضمحلال وتلاشي الوجود الفلسطيني.
وعلى مدار تاريخ الصراع الممتد على مساحة تزيد عن 75 عاما تعرض الشعب الفلسطيني لمؤامرات خطيرة بدءً من مشاريع التوطين والتهجير القسري و”الطوعي” وصولا للإبادة الجماعية وتصاعد الاستيطان الاستعماري وما بينها من مخططات استعمارية، لكن مازال الشعب الفلسطيني عصي على الانكسار، ومصم على الثبات في ارض وطنه الام فلسطين حتى تحقيق أهدافه الوطنية في الحرية والاستقلال وتقرير المصير، رغم تكالب قوى الأعداء من الداخل والخارج
واخر ما تفتقت عنه العقلية الاستعمارية الإسرائيلية في زمن الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري وحرب التجويع والامراض والاوبئة، تشكيل مجموعة من خمسة اشخاص من آل الجعبري بقيادة المدعو وديع الجعبري، وقعوا على رسالة أعلنوا فيها استعدادهم للاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية، واقترحوا الانفصال عن السلطة الفلسطينية وتأسيس “إمارة الخليل” والانضمام لاتفاقات ما يسمى “ابراهام، ووجهوا الرسالة للوزير الصهيوني نير بركات، وطلب منه توصيل رسالتهم الى بنيامين نتنياهو، ونشرت نص الرسالة الصفراء “وول ستريت جورنال” أول أمس الاحد 6 تموز / يوليو الحالي. ولن اتعرض لتفاصيلها، لان جوهرها ينحصر فيما ورد انفا.
وردا على رسالة العملاء الخمسة، اجتمع وجهاء عشيرة آل الجعبري في ذات اليوم الاحد الذي نشرت فيه رسالتهم، وأصدروا بيانا جاء فيه: 1- أن عشيرة آل الجعبري قدمت مئات الشهداء والجرحى والأسرى على ثرى ارض فلسطين؛ 2- اننا كعشيرة آل الجعبري نعلن براءتنا التامة واستنكارنا واستهجاننا لما اقدم عليه أحد أفراد العائلة غير المعروف لدى العشيرة، وليس من سكان خليل الرحمن؛ 3- تؤكد العشيرة في الخليل وكل أماكن تواجدها في الداخل والخارج التزامها بالثوابت الوطنية وحقوق شعبنا في تقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على كامل ترابنا الوطني؛ 4- هذا موقفنا الثابت في الحاضر والمستقبل ولن نحيد عنه مهما كانت الظروف.
وهذا الموقف الوطني الأصيل لأبناء ووجهاء عشيرة آل الجعبري ليس جديدا، بل هو انعكاس لأصحاب المواقف الوطنية، الذين يمثلون عناوين هامة في خليل الرحمن وفلسطين عموما. ولعل بيانهم شكل لطمة قوية للعملاء بقيادة المدعو غير المعروف وديع الجعبري، وأيضا لنير بركات وكل القيادات الإسرائيلية ولمخططهم التأمري الجديد، أو النسخة الجديدة من المشروع القديم “روابط القرى”.
كما ان وجهاء وشيوخ العشائر الوطنية والنخب السياسية والأكاديمية والثقافية من أبناء خليل الرحمن أعلنوا رفضهم للمخطط الفاشل والتافه التفريطي، وأكدوا بشكل مباشر وغير مباشر أن محافظة الخليل البطلة كانت ومازالت تتمثل وتجسد روح الشهداء الابطال باجس عطوان وأبو منصور وماجد أبو شرار ونعيم الاشهب وياسر عمرو وفهد القواسمى ومحمد ملحم وغيرهم من القامات الوطنية من أبناء المحافظة الأكبر في الضفة الفلسطينية، وذات التاريخ الوطني الناصع والمشرف، والتي مازالت عنوانا من عناوين وركائز الوطنية الفلسطينية، ورافعة من روافع الشخصية والهوية الوطنية، ولا يمكن لخليل الرحمن ان تقبل القسمة على الأدوات العميلة والمأجورة، وكما طهرت الخليل نفسها سابقا من الحثالات المأجورة، سيعرف أبناء الخليل كيف يواجهون أولئك المرتزقة.
oalghoul@gmail.com
a.a.alrhman@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com