من دولة عظمى إلى مافيا دولية: الولايات المتحدة تفرض عقوبات على المناضلة الأممية ألبانيز.. أبو شريف رباح

في زمن التخاذل العربي وفي ظل اللامبالاة من قبل المجتمع الدولي، واستمرار القتل والتدمير وحرب الإبادة الجماعية في غزة، تبرز فرانشيسكا ألبانيز لتؤكد أن الضمير الإنساني لا جنسية له وأن من يقف إلى جانب الحق لا ترعبه تهديدات ولا توقفه قوائم عقوبات المافيات، ففي سابقة خطيرة تعكس حجم انحدارها الأخلاقي والسياسي أقدمت الإدارة الأمريكية على إدراج المناضلة المحامية “فرانشيسكا ألبانيز” المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة على قائمة العقوبات الأمريكية وكأنها (زعيمة لتنظيم إرهابي)، العقوبات الأمريكية تعكس بوضوح أن واشنطن لم تعد تحتمل صوت الحق ولا تقبل من يعمل على فضح جرائم ربيبتها إسرائيل.
فرانشيسكا ألبانيز الإيطالية الجنسية مناضلة من طراز فريد لم تحمل بندقية في ساحات القتال، فقط اختارت سلاحا أقوى من سلاحهم سلاح القانون والعدالة وكلمة الحق لتقف بشجاعة في وجه كيانات القتل والتدمير مدافعة عن حقوق الشعوب المقهورة على وجه الارض وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الذي يواجه حرب إبادة شاملة وتهجير ممنهج من أرضه، وبالرغم من أن فرانشيسكا ألبانيز ليست عربية ولا مسلمة إلا أن أخلاقها والتزامها بالعدالة الإنسانية جعلها صوتا لا يشترى وشوكة في حلق الاحتلال وداعميه، فقد سخرت “ألبانيز” موقعها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لكشف حقيقة كيان الإحتلال الإسرائيلي وجرائمه البشعة وللمطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب في كيان الإحتلال وجيشه النازي مما أثار غضب ترامب وادارته ونتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.
إن العقوبات الأمريكية ضد المحامية الإيطالية “فرانشيسكا ألبانيز” ليست سوى محاولة فاشلة من الإدارة الأميركية وكيان الإحتلال الإسرائيلي لترهيب الأصوات التي تطالب بالعدالة والحرية للشعوب المضطهدة، وتعبر تعبيرا صارخا عن أن الولايات المتحدة التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان أصبحت اليوم كعصابات المافيا تحارب كل من يجرؤ على الدفاع بالقانون عن الشعوب المحتلة لمحاسبة من يحتل أرضها، العقوبات الأمريكية قوبلت بموجة استنكار من المنظمات الحقوقية الدولية والفصائل الفلسطينية ومنظمة حقوق الإنسان، وصدرت بيانات دعم وتضامن مع فرانشيسكا ألبانيز، أما موقف الأمم المتحدة فقد باهتا كعادته مكتفيا برفض العقوبات دون اتخاذ خطوات عملية لدعم موظفيه ومساندتهم أمام المافيا الأمريكية.