نحو الوحدة نمضي… لا انقسام بعد اليوم …

ضاقَ بنا الدربُ،…
وامتلأت جدرانُ الروحِ…
بصدى الصمتِ الموجوع،
ستٌ و سبعونَ خريفاً…
والحجرُ ينزفُ، والنبضُ يئنُّ،
فإلى متى ننتظرُ الخلاصَ …
من سرابِ الوقتِ والوعود…؟!
غزةُ…
غزةُ ليست جُرحًا نراهُ من بعيدْ،
إنها القلبُ المحاصرُ …
بالخذلانِ والجوعِ والركامْ،
هي العارُ الذي يجلدُ صمتَنا…
والشهقةُ التي تخنقُ القصائدَ…
في حنجرةِ الكلامْ….
كفى…
كفى خنادقَ تغتالُ ما تبقّى…
من أخوةِ الدمِ والعهدِ والثوار،
كفى أعذارًا تُباعُ …
على أبوابِ المحاورِ والإملاء،
كفى ادّعاءً للوطنيةِ …
والقدسُ تُؤجَّلُ كلَّ صباح،
وغزةُ تبتلعُ أبناءَها …
كي تظلَّ واقفةً ..
بلا ماءٍ ولا دواءْولا غذاء …!
غزةُ اليوم تناديكم، …
لا لتُزارَ في مواسمِ الخطابة،
بل لتكونَ البوصلة،
لتُبنى من جديد،
فوق ركامِ البيوتِ،
وحول دماءِ الأطفالِ،
بيدِ الوحدةِ لا بسكاكينِ الانقسامْ….!
يا أيها المختلفونَ على فتاتِ السلطةِ…
السلطةُ في وطنٍ مقسومٍ جريمة،
والمواقعُ في ظلِّ الشقاقِ…
مقابرُ لضميرِ الأمة …!
إن لم نوحّدْ صفَّنا الآن،
فسنُكتبُ في صحفِ التاريخِ ….
أضحوكةَ المقهورين،
وسيضحكُ العدوُّ طويلًا…
على شعبٍ مزّقَ نفسَه بيدِه،
وسلّمَ وطنَه على طبقِ الخلافْ….
اتحدوا…
غزةُ تنزفُ أكثر مما يحتملُ الشعرُ والرثاء،
والوطنُ لا ينتظرُ أعذارَكم…
بل أفعالَكم….
اتحدوا،
فإن لم نرتقِ إلى الوحدةِ اليوم،
فلن نجدَ غدًا نرتقي فيه،
ولن نجدَ وطنًا نختلفُ عليه …!
د. عبدالرحيم جاموس
27/7/2025 م