تعزية بوفاة الصديق المناضل الدكتور راضي الشعيبي في برشلونة
انتقل الى رحمته تعالى يوم امس في مدينة برشلونة الاسبانية صديق عزيز وهو الشخصية الفلسطينية البارزة والمناضلة وصاحب المواقف الجريئة المرحوم الدكتور راضي الشعيبي ، والذي تشاركنا واياه في اكثر من مهرجان ونشاط وطني في عدد من العواصم والمدن الأوروبية .
ولد الفقيد في بلدة دير غسانة قضاء رام الله ودرس في القدس ثم تابع دراسته العليا في اسبانيا حيث درس الطب وتخرج طبيبا من جامعاتها .
مارس مهنة الطب في برشلونه لعشرات السنين كما انه اصبح من رجال الاعمال المعروفين في كاتالونيا واسبانيا .
عمل مع مجموعة من النشطاء الفلسطينيين على تأسيس اتحاد الجاليات والفعاليات والشخصيات والمؤسسات الفلسطينية في أوروبا والشتات .
كما وتم انتخابه رئيسا للاتحاد لعدة دورات وقد توفي في برشلونة يوم امس بسبب مضاعفات صحية في القلب .
لقد عرفنا الفقيد منذ اكثر من 25 عاما وقد زارنا في القدس اكثر من مرة كما وتشاركنا معا في ندوات عدة وفي مناسبات وطنية مختلفة في عدد من العواصم الأوروبية لا سيما المانيا واسبانيا .
لقد كان اخر اتصال فيما بيننا يوم الجمعة المنصرم ولكنني لم اكن اعلم انه سيكون الاتصال الأخير ، سنفتقدك أيها الصديق العزيز وسنفتقد لمواقفك ومناداتك دائما بالحرية لشعبنا
رحلت عن هذا العالم وفي قلبك حزن كبير على ما يحدث في غزة كما هو حالنا جميعا فكلنا نعيش الألم والحزن على ما يحدث في هذه البقعة المباركة من العالم
رحلت عنا بالجسد ولكنك ابقيت لنا مواقف لا يمكن ان تنسى وستبقى مسجلة بأحرف من نور ، فكنت صوتا صادحا بالحق والعدالة في القارة الأوروبية وكنت سفيرا دائما لانبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .
لن ينساك اصدقاءك وهم يشعرون بالحزن على رحيلك ولن ينساك كل انسان تعرف عليك فلمس فيك النقاوة والصدق والاستقامة التي ويا للأسف أصبحت عملة نادرة في هذه الأيام .
نقدم التعزية القلبية لزوجتك ولابناءك ولاصدقاءك ورفاقك ومعارفك وهم في اسبانيا وفي كل أوروبا وفي سائر ارجاء العالم .
وفي القدس التي عشقتها سنبقى نذكرك وسنبقى أوفياء لذكراك الطيبة .
رحمك الله يا أيها الفقيد العزيز وعزى قلوب عائلتك واصدقاءك لانهم فقدوا انسانا طيبا صادقا ومستقيما في هذا الزمن العصيب والذي نحن فيه بأمس الحاجة للمستقيمين والصادقين والمدافعين عن انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .
رحمك الله أيها الأخ الحبيب ورحم كل الشهداء ورحم كل الأحباء والأصدقاء الذين تركوا هذا العالم في هذا الزمن العصيب والاليم .
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 5/8/2025


