صهيلُ السؤال في زمنِ الصمت …!

نصٌ بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

وقراءة زاخرة وجدانية وفلسفية للكاتبة الشاعرة والأدبية والناقدة التأصيلية رانية فؤاد مرجية.

في زمنٍ
صارَ فيه السؤالُ جريمة،
والتفكيرُ ترفًا،
تجثو الحقيقةُ
تحتَ أقدامِ الضجيج…
ولا يَنهضُ وطنٌ
يعبدُ الصوتَ العالي
ويصلبُ العقلَ…
على أسوارِ الولاء….!
*
في البدءِ…
كان العقلُ …
نَجمًا يُضيءُ العَتَمات،
وكان السؤالُ شُجَيراً …
تَستحمُّ …
على شَفَةِ المعنى…
*
لكنهم جاؤوا…
بمزاميرَ من وَهْم،
وطرّزوا الخُطَبَ …
على جلودِ الأغنام،
وجعلوا الصراخَ دينًا،
والاتباعَ قُربانًا،
والزعيمَ مفتاحَ السَّماء …!
*
قالوا:
لا تَسألْ…
فالسؤالُ فتنة،
والتفكيرُ كُفرٌ،
والحقيقةُ :
تسكنُ لسانَ …
من يصرخُ أكثر….!
*
فنامت العيونُ …
في سُرادقاتِ الطاعة،
وانحنتِ الأعناقُ …
لصوتِ المذياع،
وتقاسمَ الدجالونَ …
شرفَ الفتحِ …
على أطلالِ الفكرِ المهزوم…!
*
يا هذا…
كُن أنتَ البدءَ الجديد،
كَسِّرْ قيدَ الموروثِ المُعَبَّد،
ولا تُقَدِّسْ …
من يُحرِّمُ عليكَ السؤال،
فإنما الشكُّ حياة،
والتفكيرُ صلاةُ العقلاء….!
*
أنظرْ حواليك…
هل ترى وطنًا…؟
أم مسرحًا للبهلوان …؟
هل تسمع فكرًا …؟
أم نباحًا في عُرسِ الخرافة….؟

ما عادتِ الجريمةُ أن نَجهل،
بل أن نُحبَّ جهلَنا،
أن نرسمَه …
على جدرانِ المدارس،
وأن نُورِّثَه،
كما نُورِّثُ أسماءَنا…
*
أيقِظْ فجركَ …
من بينِ أضلاعِ الليل،
واحمِلْ سراجَك…
ولو وحيدًا،
ففي آخرِ النفقِ …
تنتظرُكَ فكرةٌ حُرَّة،
وحُلمٌ …
لا يُصفِّقُ للدجالين….!

د. عبدالرحيم جاموس
6/8/2925 م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com