المطران حنا: القيم الدينية تحثنا على ان نكون الى جانب كل انسان مظلوم ومتألم ومعذب

القدس المحتلة- البيدر السياسي:ـ قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن الموقف الإنساني والأخلاقي لكل انسان أيا كان دينه او معتقده يجب ان يكون موقفا رافضا للحرب ومناديا ومطالبا بوقف هذه الكارثة المروعة التي امتدت لعامين تقريبا في قطاع غزة .
وأضاف: ندرك جيدا ان هنالك بعضا من الأحباء الذين يعيشون حالة الخوف من ملاحقة ومن استهداف بسبب الموقف من الحرب وانا ما اود ان أقوله للجميع بأنه ليس مطلوبا منك ان تكون سياسيا او ان تكون منخرطا في حزب او تيار سياسي محدد لكي تقول لا للحرب ولا لمعاناة أهلنا في غزة .
ان تنادي بوقف الحرب هذا ليس موقفا سياسيا بل هو موقف انساني أخلاقي بامتياز، لا بل هنالك من يظنون وهم مخطئون في هذا الاعتقاد بأن مجرد الحديث عن الحرب والمناداة بوقفها انما يعتبر هذا تدخلا في شأن سياسي وخاصة عندما يكون المتحدث رجل دين حيث انه في بعض الأحيان يتهم بأنه قد اقحم ذاته في شأن سياسي.
ما اود ان أقوله لكل المؤمنين ومن كل الأديان التوحيدية وسواها وما اود ان أقوله لابناءنا المسيحيين في هذه الديار وفي هذا المشرق بأنك يا أيها المؤمن عندما تطالب بوقف الحرب انما انت تعبر عن ايمانك وقيمك وعندما تصمت امام الجرائم حينئذ يمكننا ان نضع علامات استفهام كثيرة حول المسيحية التي تدعي الانتماء اليها .
وتابع : أقول للمسيحيين بنوع خاص بان المسيحية لا تمارس فقط داخل دور العبادة ولا تمارس فقط من خلال التباهي بأننا مسيحيين فما فائدة كل هذا اذا ما صمتنا امام الجرائم وامام الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان حيث ان انحيازنا دوما يجب ان يكون لقيم الحق والعدالة ونصرة المظلومين .
لم نكن في يوم من الأيام تابعين لاي جهة سياسية ونرفض وان يملي وان يوجهنا احد ماذا يجب ان نقول وماذا يجب ان نفعل فنحن لسنا سياسيين ولن نكون بل نحن خدام لكنيسة عريقة حضورها لم ينقطع في هذه الديار لاكثر من الفي عام ولا يجوز للمسيحي ان يصمت امام المظالم المرتكبة بحق أي انسان فكم بالحري عندما يكون الحديث عن غزة التي فيها يعامل اكثر من مليوني انسان بقسوة وهمجية ودموية غير مسبوقة .
نرفض الحروب ونرفض الإرهاب ونرفض ثقافة الانتقام فنحن ننادي بالسلام والمحبة والرحمة والإنسانية ومن منطلق القيم التي ننادي بها فإننا نقف الى جانب أهلنا في غزة فهذا هو موقفنا المبدئي الايماني والأخلاقي .
لن نتخلى عن قيمنا ومبادئنا خوفا من اية جهة سياسية او غير سياسية كما اننا لا نخاف من أي تهديد او وعيد فكلمة الحق يجب ان تقال ونعرف جيدا ان كلمة الحق في بعض الأحيان لها ثمن ونحن مستعدون لهذه الاثمان ولكننا لسنا مستعدين للصمت امام هذه الجرائم المرتكبة بحق انساننا الفلسطيني .
المسيحيون والمسلمون واليهود المتحررون من الفكر الصهيوني مطالبون بأن يتوحدوا في نصرة أهلنا في غزة وفي المناداة بوقف الحرب فمن ادعى الايمان ومن ادعى القيم الدينية يجب ان يكون نصيرا للحق والعدالة وان ينادي بوقف هذه المقتلة التي أدت الى هذا الكم الهائل من المآسي .
القدس 11/8/2025