تحية للاخوة المضربين عن الطعام في رام الله 

من القدس نبعث بتحية ملؤها الوفاء والتقدير والمحبة للاصدقاء الذين يخوضون اضرابا مفتوحا عن الطعام في رام الله احتجاجا على الجرائم المرتكبة بحق شعبنا في غزة المنكوبة والمكلومة .
ان هذا الاضراب انما هو صرخة في وجه الظالمين ورسالة يبرقها الفلسطينيون جميعا الى كافة الجهات الأممية والعالمية بأن دماء الفلسطينيين ليست رخيصة وشهداءنا ليسوا أرقاما وحرب الإبادة يجب ان تتوقف وان تنتهي .
ان الاضراب عن الطعام بحد ذاته رسالة حضارية إنسانية ووطنية يطلقها شعبنا الى كل الاحرار في عالمنا بضرورة استمرار الحراك المناهض للحرب والعمل على إيصال رسالة شعبنا الى كل مكان .
امام التضليل والتزوير وتشويه الحقائق والوقائع فإن كل انسان صادق يجب ان يقوم بدوره في نقل الصورة الحقيقية لمعاناة شعبنا ، فالفلسطينيون ليسوا إرهابيين وليسوا جماعة تؤمن بالقتل والعنف بل هو شعب متحضر ومثقف لا بل الفلسطينيون هم ضحايا الإرهاب الممارس بحقهم ففي الوقت الذي فيه ترتكب الجرائم المروعة بحق شعبنا يسعى المجرمون للتغطية على جرائمهم واحد الأساليب المتبعة من اجل الوصول الى هذه الغاية هو استهداف الصحفيين لكي تتم الجرائم بعيدا عن الاعلام وبعيدا عن التوثيق .
رسالة المضربين عن الطعام اليوم هي رسالة شعبنا كله اننا لسنا إرهابيين ولن نكون ولسنا مجموعة من القتلة والمجرمين كما تروج الابواق المأجورة بل نحن شعب يعشق الحياة والحرية ويناضل من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .
كل التحية لهؤلاء الأحباء الذي من خلال اضرابهم عن الطعام انما يوصلون رسالة فلسطين ورسالة غزة بنوع خاص الى مشارق الأرض ومغاربها .
شكرا لكم لانكم تخوضون هذا الاضراب لكي تقولوا للعالم بأسره بأننا كفلسطينيين لن نستسلم للحرب ولن نستسلم للقمع والظلم والاستبداد وسنبقى ننادي بتحقيق العدالة وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا ويبقى نداءنا وستبقى رسالتنا في هذه الأوقات العصيبة بضرورة ان تتوقف حرب الإبادة لكي ينعم أهلنا في غزة بحياة افضل.
ارفعوا الظلم عن شعبنا واوقفوا هذا النزيف الذي هو نزيفنا جميعا وهو نزيف كل انسان حر في هذا العالم .

المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس