المطران حنا: حفظ الله السوريين جميعًا من الاخطار المحدقة ببلدهم العريق 

لقد نشرت بعض وسائل التواصل الاجتماعي خلال الساعات المنصرمة نبأ حول استهداف سيادة الأخ المطران نقولا بعلبكي مطران حماة وتوابعها وتبين بعدئذ ان هذا الخبر ليس دقيقا ، ونشكر الله على ذلك .
ولكن وبالرغم من ان هذا الخبر ليس صحيحا الا ان هنالك اخطارا كثيرة محدقة بسوريا ومسيحييها ومكونات اصيلة من مكوناتها الوطنية .
سوريا في خطر شديد وان كان البعض ينكرون ذلك ويسعون لنفي الجرائم المرتكبة بحق مكونات اصيلة من مكونات الشعب السوري .
ان جريمة تفجير كنيسة مار الياس ما زالت ماثلة امامنا وهنالك انباء عن اعتداءات واستهداف لمسيحيين في اكثر من مكان في سوريا والتهمة انهم مشركون كفرة ويجب ان يغيروا ديانتهم .
أقول لهؤلاء بأن المسيحي يبقى مسيحيا وهو ليس مشركا او كافرا وهو مستعد للاستشهاد في سبيل ايمانه القويم ولكننا في نفس الوقت نحن نحترم الجميع ونحب الجميع وحتى أولئك الذين يختلفون عنا في معتقداتهم وفي ايمانهم .
لا نكره أي انسان بناء على انتماءه الديني بل نحن نكره العنصرية والطائفية ونكره الصهيونية الغاشمة والداعشية الدموية وكليهما وجهان لعملة واحدة .
سوريا في مرحلة خطيرة ومن المؤسف ان هذا النظام الداعشي الذي يقود سوريا اليوم يحظى بدعم امريكي واسرائيلي.
سوريا بلد الحضارة والتعددية والتلاقي بين كافة مكوناتها هكذا كانت وهكذا يجب ان تبقى والداعشية في سوريا هي ظاهرة دخيلة وغريبة عن ثقافة الشعب السوري ويراد فرضها على السوريين بهدف تقسيم سوريا واثارة الضغينة والكراهية بين مكوناتها .
وفي الوقت الذي فيه نرفض التعدي على المسيحيين في كنائسهم وارزاقهم وكافة تفاصيل حياتهم ، فإننا نرفض أيضا التعدي على أي من المكونات السورية سواء الاخوة الدروز او العلويين او المسلمين.
نتضامن مع اخينا فضيلة الشيخ احمد بدر الدين حسون والذي يعذب ويتم التنكيل به لان هذا النموذج الحضاري والوحدوي ليس مطلوبا ان يكون في سوريا ، بل ما هو مطلوب هو ان يكون هنالك رجال دين يحرضون على الكراهية والطائفية ومن يدعو للسلام والمحبة والاخوة يلاحق لانه ليس هذا هو الخطاب المطلوب حاليا في سوريا .
نتألم كثيرا لما يحدث في سوريا ونتألم اكثر عندما نرى البعض يدافعون اما عن معرفة واما عن جهل عن هذا النظام الداعشي الدموي الذي زرع في سوريا لكي يدمرها من الداخل .
تصلنا الكثير من المعلومات والرسائل المقلقة والمحزنة والمؤسفة ، فلا يجوز الصمت عن الجرائم التي ترتكب في سوريا حيث هنالك اعدامات ميدانية وتعذيب ممنهج وهذه ممارسات توصف من قبل البعض بأنها ممارسات فردية ولكنها في الواقع ليست كذلك فهي ممارسات ممنهجة وخاصة من أولئك الذين اوتي بهم من دول عدة لكي يعيثوا فسادا ودمارا في سوريا .
احفظ يارب لنا سوريا من اعداءها المنظورين والغير المنظورين وكن عونا مع السوريين في هذه الأوقات التي يعيشون فيها حالة الخوف والقلق من مستقبل مجهول.

المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com