حاكم غزة .. ووقف الحرب.. ناهض زقوت

أثارت حكاية حاكم غزة سمير حليلة جدلا بين عدد من مثقفي وشخصيات غزة، حتى السلطة الفلسطينية نفت مثل هذا التعيين.
المسألة ليس سمير حليلة، أو بشار المصري، أو بشارة بحبح، أو غيرهم، إنما المسألة شخصية يتم التوافق عليها لإنهاء حرب الإبادة على غزة، سواء كانت الشخصية من غزة أم الضفة أو من الخارج، المهم أن يكون فلسطيني، لان غزة جزء من فلسطين، وليست كيانا مستقلا.
شخصية فلسطينية، ليست مهمة الجغرافيا، المهم وقف الحرب واستقرار أوضاع أهل غزة وشعورهم بالأمن والأمان.
لكن المهم في كل هذه الخيارات أن لا تكون الشخصية من الذين تركوا غزة وأهلها للموت وهربوا للنجاة بأرواحهم، واليوم يأتون حاكمين لغزة بحكم الاولوية لأهلها. هذا منطق مرفوض، كل من ترك غزة وهرب، ليس من حقه أن يعود مسؤولا عن أهل غزة، في المقابل نوافق على أي شخصية تتوافق عليها قيادة السلطة الفلسطينية مع الدول العربية لإدارة قطاع غزة.
نحن لا نختلف على الشخصية إذا كانت قادرة على إدارة غزة برعاية السلطة الفلسطية وجامعة الدول العربية، أما من ترك غزة للموت والدمار ليس من حقه الحديث عن العودة للمشاركة في إدارة غزة.
غزة ليست عاقرا وفيها شخصيات تحمل كفاءات عالية في كل المجالات، ولديها القدرة على العمل في ظل الظروف الصعبة والقاسية، فهي قد عاشت الحرب وكل تداعياتها التراجيدية واكتوت بنارها، لذلك سيكون قلبها على أهل غزة أكثر بكثير ممن تركهم لمصيرهم وهرب.
غزة تستحق الحياة، وأهل غزة من حقهم العيش الكريم، ويجب أن تقف الحرب، ويبدأ بناء الانسان قبل بناء الجدران، من خلال إدارة تحمي حقوق أهل غزة، لا أن تسلبهم كرامتهم وأمانهم. نعم لمقترحات الدول العربية والسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة.
أوقفوا الحرب .. كفى موتا ودمارا، أكتب ومنزلي يهتر بقوة وعنف نتيجة عمليات نسف وتدمير منازل ومباني سكنية في احياء الصبرة والزيتون، التي تبعد عن منزلي نحو ثمانية كيلو مترات، تهتز الأرض والجدران من شدة عمليات التفجير التي يسمع دويها في المحافظة الوسطى.
منذ ليلة أمس وحتى ساعات مسا، اليوم وعمليات تدمير ومسح مربعات سكنية مستمرة في مناطق خانيونس، وشرق وجنوب مدينة غزة. إلى متى؟. ليس ثمة وقت للخلاف حول الشخصية التي يمكن بها وقف الحرب، لأن مدتها قصيرة، وبعدها انتخابات يختار الشعب فيها من يكون جديرا بصوته.
علينا جميعا في غزة أن نطالب الدول العربية والسلطة الفلسطينية أن تتدخل بكل قوة ومصداقية لوقف الحرب، قبل أن تتحول مدينة غزة إلى رفح ثانية، وتهجير أهلها إلى خيام الذل والمهانة.
أوقفوا الحرب بأي ثمن .. فلم تحقق أي إنجاز نتباهى ونفتخر به، بل دمرتنا الإنسان قبل الحجر. التاريخ لن يرحمكم، والشعب الفلسطيني لن يغفر لكم.
غزة: 12/8/2025