جمعية حقوق المواطن: الجيش الإسرائيلي يضلّل في ادعائه بأن سكان مخيمات شمال الضفة لم يُجبروا على الإخلاء
القدس المحتلة- البيادر السياسي:ـ تشن جمعية حقوق المواطن هجومًا حادًا على مزاعم الجيش الإسرائيلي بأن سكان مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، بما في ذلك جنين وطولكرم ونور شمس، “لم يُجبروا على مغادرة منازلهم ضمن العملية العسكرية التي جرت في المخيمات ومحيطها”. جاء هذا الادعاء في رسالة ردٍّ أرسلها الجيش للجمعية، بعد أن طالبت الجمعية بالسماح لسكان المخيمات الذين أُخرجوا بالقوة بالعودة إلى منازلهم، وتقديم المساعدة الإنسانية لمن بقي بلا مأوى، والتعليم، والعمل، أو الوصول إلى الخدمات الصحية، حتى يصبح ذلك ممكنًا.
على العكس من ادعاءات الجيش، تشير المعلومات التي قدمتها الجمعية في مراسلاتها خلال الأسابيع الأخيرة إلى واقع مختلف تمامًا: فقد اضطر العديد من السكان لمغادرة منازلهم، بعضهم بسبب أوامر مباشرة من الجنود، وبعضهم الآخر نتيجة انقطاع الخدمات الأساسية وتدمير البنية التحتية.
وتؤكد الجمعية أن الأمر ليس “مغادرة طوعية”. شهادات السكان تشير إلى إخلاء قسري فعلي، وإلى معاناة إنسانية شديدة مستمرة حتى اليوم. آلاف العائلات لا تزال غير قادرة على العودة إلى منازلها، وآلاف الأطفال يعانون من اضطرابات كبيرة في التعليم والصحة النفسية، بما في ذلك أعراض القلق والاكتئاب.
كما تكشف مراسلات الجمعية عن تدمير ممتلكات السكان، بما في ذلك حرائق متسلسلة في منازل مخيم نور شمس، التي لم يتم التحقيق فيها بعد من قبل السلطات العسكرية
وقالت المحامية رعوت شاعر، مديرة قسم الأراضي المحتلة في جمعية حقوق المواطن: “من المستهجن أن يُسمّى الإخلاء ‘اختياريًا’ بينما يُطلب من السكان مغادرة منازلهم دون السماح لهم بجمع ممتلكاتهم، أو أن يؤدي قطع المياه والكهرباء وتدمير الطرق إلى إجبارهم على المغادرة. هذا تضليل متعمد. علاوة على ذلك، هناك حالات عديدة تعرض فيها من عادوا لجمع ممتلكاتهم لإطلاق النار عليهم. الادعاء الزائف بأن السكان لم يُجبروا على الإخلاء منفصل تمامًا عن الواقع، وهذا معروف جيدًا لدى الجيش.”
تطالب الجمعية بضمان عودة السكان الراغبين بذلك فورًا إلى منازلهم، وإنشاء آلية عملية تتيح لبقية النازحين العودة، وضمان تلبية احتياجاتهم الإنسانية من غذاء وماء وخدمات صحية وتعليمية حتى عودتهم، والتحقيق فورًا في حالات الحرائق والنهب التي حدثت في المخيمات، ومحاسبة المسؤولين عنها.
