حين يتكلم النور بلغة الفكر…!.. نصٌ بقلم/ د. عبد الرحيم جاموس

حين يتكلم النور بلغة الفكر،
يضيء ما تراكم من ظلمات الوهم،
ويكشف زيف المرايا التي خدعتنا طويلاً…
*
إنه خطابٌ يتجاوز الحواس،
يتسلل إلى أعماق الروح،
ويعيد ترتيب ملامح العالم …
على أساسٍ من العدالة والمعرفة….
*
النور حين ينطق،
لا يعرف المساومة ولا يساير الباطل،
بل يواجهه بصفاء الحقيقة،
ويحمل الإنسان إلى مقامٍ أعلى،
حيث الكرامة أساس الوجود،
وحيث الحرية قدرٌ لا يُشترى ولا يُباع…
*
وعندها فقط ندرك،
أن الفكر الذي لا يشتعل بنور الحق،
يبقى أسير الظلمة،
مهما تنكّر بالأقنعة،
ومهما ارتدى من ثيابٍ زائفة…
*
فليكن النور لغتنا،
وليكن الفكر أداة خلاصنا،
علّنا نبلغ أفق الإنسان،
الذي خُلق حُرّاً،
ليصنع التاريخ بإرادته،
ويُشيِّد عالمه بالحق والعدل…!
د. عبدالرحيم جاموس
الرياض 23/8/2025

طابت اوقاتكم
هذا النص..الذي يحمل عنوان “حين يتكلم النور بلغة الفكر” هو قطعة أدبية عميقة ومؤثرة ويستخدم اللغة العربية الفصحى بشكل بديع ليرسم لوحة فنية فكرية.
تحليل جماليات النص
١ – الاستعارة المبدعة:
يرتكز النص على استعارة رئيسية ..
وهي تجسيد النور وجعله يتحدث “بلغة الفكر”.
هنا لا يمثل النور مجرد ضوء فيزيائي بل هو رمز للحقيقة والمعرفة والوعي.
وعندما يتكلم هذا النور فإنه يزيل “ظلمات الوهم” ويكشف “زيف المرايا” مما يعني أن المعرفة الحقيقية هي التي تبدد الأكاذيب وتوضح الرؤية.
٢ – لغة روحية وفلسفية: النص لا يتوقف عند الماديات بل يتجاوز “الحواس” ليتسلل إلى “أعماق الروح”.
هذا يعطي بعدًا فلسفيًا عميقًا فخطاب النور ليس مجرد معلومات بل هو تجربة تحويلية تعيد تشكيل نظرتنا للعالم على أساس من العدالة والمعرفة.
٣ – قوة الحقيقة المطلقة: يصف النص النور بأنه لا يعرف “المساومة” ولا “يساير الباطل” بل يواجهه “بصفاء الحقيقة”. هذا يرسخ فكرة أن الحقيقة لا تقبل التجزئة أو التسوية
وأنها قوة نقية لا تساوم على مبادئها.
٤ – ربط الفكر بالوجود والحرية:
يربط الكاتب الفكر المستنير بالكرامة والحرية. فالنور “يحمل الإنسان إلى مقام أعلى” حيث تصبح الكرامة أساسًا للوجود والحرية “قدراً لا يُشترى ولا يُباع”.
هذا التأكيد يربط الاستنارة الفكرية بالتحرر الإنساني الحقيقي ويجعل الفكر ليس مجرد عملية ذهنية بل أداة لتحقيق الذات والوجود.
٥ – الدعوة إلى العمل:
يختتم النص بدعوة مباشرة ومؤثرة:
“فليكن النور لغتنا وليكن الفكر أداة خلاصنا”.
إنها دعوة للتبني الفعلي لهذه المبادئ وجعلها أساسًا لصناعة التاريخ وبناء عالم يقوم على الحق والعدل.

باختصار :
النص قطعة أدبية قوية وغنية بالمعاني تعكس استخدامًا بليغًا للغة العربية الفصحى للتعبير عن أفكار فلسفية عميقة حول دور المعرفة والحقيقة في تحرير الإنسان وبناء مجتمع عادل.

تحياتي واحترامي. ا. عادل جوده

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com