الشيخ نافذ الجعبري يٌطلق مبادرة لإنهاء “الدموم” في الوطن

الخليل- البيادر السياسي:ـ في خطوة لافتة تعكس حاجة المجتمع الفلسطيني لخطوات جريئة نحو السلم الأهلي، أطلق الشيخ نافذ الجعبري، عضو اللجنة العشائرية في فلسطين، مبادرة تهدف إلى إنهاء كافة “الدموم” والنزاعات الثأرية في الوطن، والدعوة إلى مصالحة مجتمعية شاملة، مستلهمة من تجربة تاريخية هامة جرت في العام 1957، عندما أصدر الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، مرسوماً ملكياً قضى بإنهاء الدموم في الضفة الغربية وتسوية الخلافات بدفع الديات.
مبادرة تلامس الواقع
في ظل ما تعيشه الضفة الغربية من احتقان اجتماعي، وانقسام سياسي، وأزمات اقتصادية متراكمة، بات واضحاً أن السلم الأهلي مهدد على أكثر من مستوى. وقد جاءت مبادرة الشيخ الجعبري في هذا التوقيت لتعكس إدراكاً وطنياً بخطورة المرحلة، وتؤكد أن أي إصلاح سياسي أو اجتماعي لا يمكن أن يتحقق دون مصالحة مجتمعية داخلية.
مبادرة تاريخية بروح معاصرة
يرى مراقبون أن العودة إلى تجربة 1957 تحمل رمزية كبيرة، وتؤكد أن إنهاء الخصومات العائلية والعشائرية ليس أمراً مستحيلاً إذا ما توفرت الإرادة السياسية والاجتماعية.
ويرى الشيخ الجعبري أن ما تم آنذاك يمكن تكراره اليوم، من خلال إصدار مرسوم رئاسي يدعو إلى المصالحة وإنهاء الدموم، بالتعاون مع لجان الإصلاح ووجهاء العشائر، وتحت إشراف الدولة ومؤسساتها.
دعوة لمرسوم رئاسي
تُطرح المبادرة اليوم كمقترح قابل للتنفيذ، وسط مطالبات بأن يتبناها الرئيس محمود عباس من خلال مرسوم رئاسي، يشمل إنهاء الدموم في الضفة الغربية وقطاع غزة على حد سواء، بما يضمن العدالة لأصحاب الحقوق ويعيد الطمأنينة للمجتمع.
المجتمع بحاجة إلى احتواء
ويؤكد ناشطون اجتماعيون أن تزايد النزاعات الفردية والعائلية في السنوات الأخيرة، وظهور حالات قتل وثأر في أكثر من منطقة، يتطلب تدخلاً سياسياً واجتماعياً عاجلاً لاحتواء الوضع، خاصة مع تراجع دور السلطة المركزية في بعض المناطق، وغياب الأفق السياسي.
مبادرة الشيخ نافذ الجعبري تمثل نداءً للعودة إلى القيم المجتمعية الأصيلة، واستعادة مفهوم العدالة القائمة على التسامح والتسوية. وفي حال حظيت بالدعم الرسمي والشعبي، قد تشكل منعطفاً حقيقياً نحو استعادة الوحدة المجتمعية التي تُمهد لطريق المصالحة الوطنية الشاملة.